سلس البول أو التبول اللاإرادي من المشكلات الشائعة لدى الأطفال والتي تسبب لهم وللأهل التعب والمشقة. وقد يحدث لدى أي طفل أثناء وبعد تدريبه على استعمال الحمام حادث عرضي يبلل نفسه فيه، ولكن التبول اللاإرادي يحدث بشكل متكرر ويحتاج الطفل فيه إلى الرعاية والتفهممن قبل الأهل.
ما هو سلس البول لدى الأطفال؟
سلس البول أو التبول اللاإرادي يُعرف بأنه تسريب للبول وعدم قدرة الطفل على التحكم بالتبول في عمر يُتوقع فيه قدرته على استعمال الحمام دون تبليل نفسه.
سلس البول يعتبر مرضياً هو عندما يحدث السلس بشكل متكرر (بمعدل مرتين أسبوعياً ولمدة ٣ شهور). وأن عدم سيطرة الطفل لمرة واحدة أو مرات متعددة متباعدة ليس بالضرورة أن تعني بأن هناك مرض.
ويمكن حدوث التبول اللاإرادي خلال النهار أوأثناء الليل حيث يعتبر سلس البول الليلي أكثر شيوعاً.ومن المثير للاهتمام بأن السلس البولي خصوصاً الليلي أكثر شيوعاً لدى الأطفال الذكور.
ما أنواع سلس البول في الأطفال؟
ينقسم سلس البول حسب وقت حدوثه لنهاري أو ليلي. ومن الممكن تصنيفه لأولي أو ثانوي حسب العمر الذي يبدأ فيه السلس.
-
السلس الأولي:
هو السلس الذي يحصل منذ السنوات الأولى من العمر، بحيث لا يستطيع الطفل أن يتعلم السيطرة على التبول.
وهو النوع الذي يمكن أن يؤشر على وجود مشكلات خلقية في تكوين المجرى البولي، التي قد تكون سبب في حدوث السلس.
-
السلس الثانوي:
هو السلس الذي يبدأ بعد مرور فترة زمنية (٦ شهور أو أكثر) على تعلم الطفل السيطرة على التبول.
وهو النوع الذي يدل على أن سبب السلس هو ليس خلقي، إنما هو عرض مكتسب (كالضغط النفسي).
ما عمر تعلم الطفل السيطرة على البول؟
عند ولادة الرضيع لا تكون كافة أجهزة الجسم ناضجة وهذا يشمل الجهاز البولي والأعصاب المتحكمة به. عادة ما يبدأ تدريب الطفل على استعمال الحمام بعد نضوجه، وهو عندما يصبح ما بين سن الثانية والثالثة من العمر.
بالوضع الطبيعية، يتمكن الطفل من التحكم بعملية التبول في عمر السنتين تقريباً. ويكتسب الطفل السيطرة على البول بشكل تدريجي، فقد لا يكون قادراً على السيطرة على نفسه تماماً حتى عمر الخامسة.
يجب الإشارة بأنه من الطبيعي أن يبلل الطفل نفسه أثناء تعلمه لدخول الحمام ولا يجب أن نتوقع منه عدم حدوث ذلك إذا كان عمره أصغر من خمسة سنوات. ولكن التأخر في تعلم السيطرة أو فقدان السيطرة على البول التي تعملها مسبقاً، تعتبر من العلامات التي تستدعي الانتباه والتقييم الطبي.
متى يحدث سلس البول في الأطفال؟
من المعروف أن الطفل يتعلم التحكم بنفسه خلال النهار أسرع من تعلمه لذلك ليلاً أثناء النوم.
مما يعني أن سلس البول خلال النهار يتم تشخيصه بعمر الخامسة، أما سلس البول الليلي يلاحظ في عمر السادسة تقريباً.
ما علامات السلس لدى الأطفال؟
تختلف أعراض سلس البول بين الأطفال حسب المسبب ونوع السلس الحاصل، ولكن بشكل عام يمكن تلخيصها فيما يلي:
- تبليل الفراش هو العرض الرئيسي، ويكون بشكل متكرر مرتين أسبوعياً ليعتبر مرضي.
- الشعور بحاجة ملحة للتبول، ويكون هذا الشعور متزامن مع لحظة حدوث التسرب.
- تحرك الطفل بطريقة غريبة كالتلوي محاولاً منع التسرب.
- كثرة التبول لعدة مرات يومياً، يمكن أن تصل إلى ٨ مرات في اليوم الواحد.
- قلة التبول يكون عرضاً في حالات نادرة، إما بسبب بسبب إفراغ المثانة الكلي خلال التسريب أو نتيجة وجود مشكلة في عملية إفراغ المثانة.
أسباب سلس البول لدى الأطفال؟
هناك العديد من العوامل التي تسبب التبول اللاإرادي لدى الأطفال أو تزيد من فرصة حدوثه لديهم ومن أهم هذه العوامل:
- العامل الوراثي: بينت الأبحاث بأن هناك ارتباطاً بين حدوث سلس البول عند الطفل والجينات بحيث لوحظ أنه غالباً ما يكون هناك تاريخ عائلي لحدوث سلس البول، فمثلاً من الممكن أن يكون أحد الأبوين قد عانى مسبقاً من سلس البول خلال طفولته.
- التهابات المسالك البولية: خاصة المتكررة لدى الأطفال.
- مشاكل بالمثانة: فرط نشاط المثانة أو صغر حجمها.
- العيوب الخلقية: قد تسبب بعض العيوب الخلقية في المثانة أو الجهاز العصبي سلس البول ومن أهمها مشاكل العامود الفقري والمثانة المنقلبة.
- مشكلة في تطور المثانة: قد تكون المشكلة لدى الطفل تأخر قدرته على التحكم بالمثانة بسبب تأخر في تطور الجهاز البولي أو الأعصاب المغذية له.
- الإمساك المزمن:يعاني بعض الأطفال من مشاكل في الأمعاء قد تكون خلقية وتسبب إمساكاً مزمناً وهذا بدوره يسبب ضغطاً على المثانة وينجم عنه التبول اللاإرادي.
- مشكلة بالتدريب على التبول: وذلك بسبب خطأ خلال التدريب الطفل أو عدم اكتمال عملية تدريب البول. مثلاً البدء بتدريب الطفل باستعمال الحمام على عمر مبكر أو تعويده على حبس البول لفترة طويلة.
- الضغوطات النفسية: التغييرات النفسية كالخوف أو القلق يمكن أن تؤثر على المثانة وتسبب السلس. ويمكن أن تكون هذه الضغوطات عابرة (كالخوف بعد انضمامه إلى المدرسة).
- الأمراض المزمنة: كمرض السكري وأمراض الكلى المزمنة.
هل هناك أسباب خاصة بسلس البول ليلاً؟
إضافةً للأسباب السابقة، قد تسبب بعض العادات السلوكية كشرب الماء والمشروبات المحتوية على الكافيين كالشاي بكثرة خصوصاً في الليل حدوث سلس بولي أثناء النوم. ويمكن أيضاً لزيادة إنتاج البول ليلاً ونقص الهرمون المضاد للتبول لدى الطفل التسبب بتبليل الفراش. بعض الدراسات أشارت أيضاً لدور النوم؛ فالأطفال الذين ينامون بعمق قد لا يستطيعون الاستيقاظ لاستعمال الحمام.
ما هي المؤشرات التي يجب الانتباه لها عند الطفل؟
يجب الانتباه لأي علامات تشير لوجود أمراض أو حالة مسببة لسلس البول، ومنها:
- كالتبول المؤلم أو ارتفاع الحرارة في حالة التهاب المسالك البولية.
- وجود الدم مع البول وهي مؤشر عام على أمراض المسالك البولية.
- صعوبة في انسياب البول أو إخراجه، مؤشر لوجود مشكلة انسداد في مجرى البول.
- كثرة شرب الماء أو الأكل، الذي ممكن أن يدل على وجود السكري.
- بطء النمو كما يحصل في الأمراض المزمنة (كالسكري وأمراض الكلى المزمنة).
- علامات وجود تغييرات نفسية كالخوف أو القلق.
كيفية تشخيص حالة السلس؟
يفحص الطبيب الطفل سريرياً، ومن المهم جداً أخذ التاريخ العائلي والمرضي للطفل والسؤال عن كيفية ووقت حدوث السلس (نهاراً أم ليلاً وكم مرة يحدث أسبوعياً والسؤال عن عادات دخول الحمام والشرب).
ويجب الانتباه خلال التقييم لأي علامات أو أعراض تدل على مرض محدد، كالألم أثناء التبول أو ظهور البول بلون غير طبيعي، وقد يُطلب عمل تحاليل للبول أو الدم للتأكد من عدم وجود أمراض كالسكري وغيره، وفي بعض الأحيان يتم عمل تصوير أشعة للكشف عن مشكلات في تشريح المثانة.
ما علاج سلس البول في الأطفال؟
غالباً ما يتوقف التبول اللاإرادي عند الطفل تلقائياً مع التقدم في العمر دون علاج، ونادراً ما يستمر معهم حتى سن المراهقة أو البلوغ.
ومن أهم الخطوات العلاجية للتحكم بسلس البول لدى الأطفال ما يلي:
- التدريب: يتم فيه تدريب الطفل على دخول الحمام بأوقات محددة وفي بعض الأحيان إيقاظه مرة خلال الليل للتبول والتأكد من إفراغ المثانة بالكامل.
- تحسين عادات الشرب:يجب التقليل من شرب السوائل كالعصير والشاي والماء وغيرها ليلاً، ويفضل عدم إعطاء الطفل السوائل بعد الساعة السادسة مساءاً مع مراعاة إعطاءه الكمية الكافية من الماء يومياً.
- الاهتمام بالجانب النفسي:من المهم مراعاة الطفل وعدم توبيخه وتشجيعه على دخول الحمام بشكل منتظم. يجب على الأهل تفهم الطفل وعدم التسبب بإحراجه أو السماح لباقي العائلة بالسخرية منه عندما يبلل نفسه. ويمكن مراجعة مرشد نفسي إذا احتاج الطفل لذلك.
- العلاج الدوائي:في بعض الحالات النادرة قد يتم اللجوء للأدوية ومنها الأدوية التي تقلل إنتاج البول أو تلك التي تؤثر على انقباض المثانة أو الأدوية الهرمونية.
- علاج المسبب:في حال كان سلس البول ثانوياً يجب معالجة الحالة المسببة، يختلف العلاج حسب المسبب (مثلاً العيوب خلقية في المثانة تعالج بالجراحة التصحيحية).
نصائح أخرى يمكن اتباعها:
يجب على الأهل الانتباه دائماً لحالة الطفل النفسية ودعمه عاطفياً، حيث يمكن أن يكون السلس حاصلاً بسبب مشكلات نفسية أو عدم شعور الطفل بالأمان. من الممكن أيضاً في حالة السلس البولي الليلي تغطية الشراشف بأغطية مانعة للبلل واستعمال جهاز منبه خاص يرن عند ابتلاله.
النقاط المستفادة:
- السلس البولي أسباب متعددة، منها أسباب في تكوين وتركيب المسالك البولية وتبدأ عادة مبكراً. ومنها تكون ثانوية نتيجة مشلكة أخرى مصاحبة (مثل الضغط النفسي).
- السلس البولي لدى الأطفال من المشاكل التي تسبب الإحراج لدى الطفل وينصح بعدم إهمال الجانب النفسي على الطفل.
- أنه ما يثير للاطمئنان بأن السلس البولي بختفي عادة مع العمر، ولكن ذلك لا يمنع الأهل من البحث عن مسبب ومراجعة الطبيب المختص.