يعاني العديد من الأشخاص من مرض مزمن بالكلى، يتم التعامل معهابعدة طرق علاجية. تمثل الحمية الغذائية أحد الطرق علاج هذا المرض، فتتضمن تغييرات على مستوى الأملاح المتناولة أو تقليل كمية البروتين. تساعد تقليل من كمية البروتين في تبطيء مرض الكلى ومنع تدهور المرض إلى المراحل المتقدمة. سنوضح تفاصيل هذه الحمية في هذا المقال.
ما هي حمية قليلة البروتين Low protein diet؟
البروتينات Proteins هي مركبات تتكون من مجموعة جزيئات أصغر تعرف بالأحماض الأمينية Amino Acids. بعد تناول البروتينات، تتحلل أثناء الهضم إلى مركباتالأحماض الأميني. يتم إمتصاصها إلى الدم وتتوزع على مختلف خلايا الجسم.
بشكل عام تعتبر الأحماض الأمينية مادة هامة تدخل في تركيب جميع خلايا الجسم. فهي تدخل في صناعة البروتينات أو الإنزيمات داخل الخلية، التي تساعد في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية. البروتينات أيضاً تدخل في بناء الخلايا العضلية، وتعطي البروتينات هذه الخلايا البنية والهيئة القوية، وهي ضرورية للقيام بالأنشطة اليومية المختلفة.
تعتبر البروتينات من المجموعات الغذائية الأساسية، وهي تدخل في مختلف الأطعمة المتناولة يومياً. وهي بالوضع الطبيعي تشكل جزء أساسي من الغذاء الصحي. إلا أن بعض الحالات المرضية، يمكن أن يكون تناول البروتينات يشكل عبء على أعضاء الجسم، فيساعد التقليل من تناول البروتينات من تخفيف شدة المرض وأعراضه.
تعتمد الحمية على التقليل من كمية البروتينات المتناولة من مصادرها المختلفة، وليس التوقف عنها بشكل نهائي، سندخل إلى تفاصيل هذه الحمية في العناوين القادمة.
من ينصح اتباعه حمية قليلة البروتينات؟
تساعد الحمية في تحسين صحة الأشخاص الذين يعانون من أمراض محددة وأهم هذه الأمراض:
- مرض الكلى المزمن.
- فشل الكبد.
- أمراض أيض البروتينات أو الأحماض الأمينية.
كيف تعمل الحمية قليلة البروتين؟
الكلى هي مسؤولة عن تنقية الدم، فتحتوي الكلى على وحدة فلترة (النيفرونات) التي تسمح بمرور السوائل والسموم وتمنع من مرور البروتينات إلى البول. لذلك فإن تناول البروتينات بكميات كبيرة، يزيد العبء على الكلية وقد يؤدي إلى ضعف أدائها. أما عند تقليل كمية البروتين المتناولة، فإن ذلك يخفف العبء على الكلى، ويساعد في المحافظة على نسيج الكلى لمدة أطول. فله دور في تبطيء تقدم مرض الكلى المزمن وتأخير الحاجة لغسيل الكلى.
أما بالنسبة للكبد، لإن الكبد يعد العضو الرئيسي لحدوث عملية التمثيل الغذائي للبروتين وفي حالة تعطله يصعب على الجسم التعامل مع بروتينات الجسم. وينعكس ذلك على تراكم مركبات ضارة على الجسم كالأمونيا وغيرها.
متى ينصح اتباع حمية قليلة البروتينات؟
مرضى الكلى بمعظم مراحل المرض، سواء المرحلة الأولى إلى المرحلة الرابعة. فهي تساعد في تبطيء المرض وتجنب الوصول إلى غسيل الكلى. أما بعد البدء بالغسيل (المرحلة الخامسة)، لا جدوى من تقليل البروتينات، بل عليك زيادة كمية البروتينات المتناولة بسبب فقدانها أثناء عملية الغسيل.
كيف تطبق حمية قليلة البروتين
ما هي الأطعمة الواجب التقليل منها في الحمية قليلة البروتين؟
ينصح بتقليل من تناول الأطعمة الغنية بالبروتين، وهي تتلخص كما يلي:
- اللحوم بجميع أنواعها، سواء اللحوم أو الدجاج أو السمك.
- البيض ومشتقات الحليب واللبن والجبنة.
- البقوليات كالعدس والحمص والفصولياء.
- المكسرات والصويا.
ما أنواع البروتينات التي يمكن تناولها الحمية؟
لا يعاني اتباع حمية قليلة البروتين عدم تناول البروتينات نهائياً إنما يجب التقليل من كميات الأطعمة الغنية بالبروتين والتركيز على نوع البروتينات. خلال اتباعك حمية قليلة البروتين، يفضل بتناول اللحوم البيضاء (السمك أو الدجاج) على اللحوم الحمراء (لحم البقر أو الغنم). ويمكن أيضاً تناول البروتينات النباتية (كالحبوب أو البقوليات). فتساعدك هذه الأنواع أيضاً على تقليل كمية الملح المأخوذة وتكون غنية بالألياف.
ما هي الكمية المسموح تناولها من البروتين يومياً؟
تعتمد الكمية اليومية الواجب تناولها من البروتين على عدة عوامل أهما وزنالمريض وعمره. الكمية الطبيعية من البروتين اليومية هي 0.8 غرام لكل كيلوغرام من وزنه (غ/كغ).
لتقليل كمية البروتين المتناولة، فيجب أن تكون ما يقارب 0.6 – 0.5غ/كغ، وذلك ما يقدر بـ ٣٥ غرام يومياً لشخص وزنه ٧٠ كغ.
محتوى الأطعمة الشائعة من البروتين:
يوضح الجدول التالي محتوى البروتينات لبعض الأطعمة:
أطعمة ذات محتوى عالي من البروتين | طعام ذات محتوى متوسط من البروتين | أطعمة ذات محتوى قليل من البروتين |
اللحم الأحمر (100غ من شرائح اللحم فيها 31غ بروتين) | الحليب الكامل (100غ فيه 3.3غ بروتين) | الفواكه عدا الفواكه المجففة (كوب من التفاح مثلاً يحتوي على 0.2غ من البروتين فقط) |
المكسرات (100غ لوز فيه 21.1غ بروتين) | المعكرونة (100 غ معكرونة مسلوقة تحتوي على 6.6غ بروتين) | الخضار باستثناء أنواع محددة كالبازيلاء (نصف كوب بطاطا غير مطهوة فيه 1.8غ بروتين) |
لحوم الدواجن (100غ من صدور الدجاج فيها 32غ بروتين) | اللبن (100غ تحتوي على 5.7غ بروتين) | مرق الدجاج (يوجد2.2غ بروتين في الكوب الواحد) |
الأسماك (100غ تونا معلبة فيها 23.5غ بروتين) | العدس الأحمر (100غ فيها 7.6غ بروتين) | السكر الأبيض (لا يحتوي بروتين ولكن لا يجب الإكثار منه) |
بيض الدجاج (100غ بيض فيه 12.5غ بروتين) | الحمص (100غ فيها 8.4) | بديل البيض (لا يحتوي على بروتين وتعادل ملعقة ونصف منه بيضة) |
الجبن(100غ جبنة شيدر فيها 25.4غ بروتين) | الحبوب (100غ أرز فيها 2.6غ بروتين أما الشوفان فيحتوي على11.2غ بروتين) | الزيت النباتي (لا يحتوي بروتين في الملعقة الواحدة) |
مثال على الوجبات الممكن تناولها خلال اليوم عند اتباع الحمية:
أثناء اتباع حمية قليلة البروتين يجب تقليل اللحوم والبقوليات بكميات تعطي حاجة الجسم من الأحماض الأمينية فقط دون زيادة. وتتوافر في الأسواق العديد من المنتجات البديلة للبروتينات أو قليلة البروتينات، يمكن البحث عنها ومعرفتها من خلال قراءة الملصق الغذائي.
بشكل عام ينصح بتناول نوع واحد من أطعمة عالية البروتين خلال اليوم الواحد، أي أنه يمكنك تناول قطعة لحم واحدة، ولكن يجب أن تتجنب جميع أنواع البروتينات الأخرى في ذلك اليوم. أو يمكن أن تتناول مجموعة من الأطعمة متوسطة البروتين (مثلاً الأرز أو المعكرونة مع اللبن بحيث لا تتعدى كمية البروتين ٣٥ غرام يومياً).
فيما يلي أمثلة على بعض الكميات المسموحة من البروتينات والنصائح عند اتباع هذه الحمية:
- اللحوم: يفضل تناول ما لا يزيد عن ٣٥غراممن اللحم فقط، وهي تشكل قطعة لحم صغيرة. أما بالنسبة للدجاج أو السمك، فمن الممكن تناول ٣٥غ من الدجاج، وهي حجم قطعة الصدر واحدة أو حجم سمكة صغيرة.
- البيض: بيضة واحدة كحد أقصى، يمكن تناول الجبنة على الإفطار، ولكن يجب تجنب تناول أي نوع من اللحوم ذلك اليوم.
- الجبنة: يفضل تجنبها بشكل كلي، أو تناولها كطعام بديل عن اللحوم.
- بإمكانك تناول البقوليات ولكن مع ضرورة الانتباه إلى الكميات المتناولة.
- يمكن نتاول البروتينات من مصادر متوسطة كالأرز والمعكرونة.
- لا مانع من تناول أطعمة الخضروات والفواكه بشكل عام.
أما بالنسبة للسعرات الحرارية في البروتين، فيمكن تعويضها من خلال تناول كربوهيدرات أو دهون صحية كالأفوكادو مثلاً. يجب تحديد الوجبات والنظام الغذائي تحت إشراف مختص، ليساعدك في تجنب مضار الحمية.
ما مضار الحمية؟
هذه الحمية تحتاج لتخفيض البروتين المتناول يومياً بشكل ملحوظ وبالتالي قد يعاني الشخص من نقصان في الأحماض الأمينية، مما قد يؤثر على الخلايا العضلية التي يدخل البروتين بشكل أساسي في تصنيعها. فيسبب ذلك مشاكل ضعف العضلات وما قد يصاحبه من صعوبة في القيام بالأنشطة العضلية والحركة. وبعض الحالات تكون شديدة، فتسبب إعاقة حركية. لذلك ينصح باتباع هذه الحمية تحت إشراف طبي مع ضبط كميات وأنواع الأطعمة المتناولة والالتزام بكافة التعليمات الطبية لتجنب حدوث أي أضرار.
النقاط المستفادة:
- البروتينات من المواد الغذائية المهمة لبناء وتجديد خلايا الجسم وتتواجد بشكل رئيسي في اللحوم والأجبان والحليب والبيض والبقوليات.
- تشكل البروتينات عبء إضافية على الكلى خلال عملية تنقية الدم وتصفيته من الشوائب.
- يُنصح في حالات مرض الكلى المزمن اتباع حمية قليلة البروتين لتجنب تقدم المرض ومنع تدهور الحالة غسيل الكلى.
- تعتمد الحمية على تقليل كميات البروتين المتناولة يومياً، وليس الامتناع عنها بشكل كلي.
مقالات ذات صلة:
الفشل الكلوي: أعراضه وعلاماته المبكرة
المراجع العلمية: