تعد أمراض القلب الأكثر انتشارًا والمسبب الأول للوفيات حول العالم. يمكن أن يصاب القلب بأنواع مختلفة من الأمراض التي تؤثر على وظيفته أو بنيته. ومن أنواع أمراض القلب أمراض القلب الأساسية التي تصيب عضلة القلب بشكل مباشر، أمراض القلب الناجمة عن نقص التروية، أمراض القلب الخلقية، أمراض صمامات القلب، وغيرها.
ضعف عضلة القلب
يحصل نتيجة لضعف القلب على القيام بضخ الدم للجسم وذلك نتيجة لأي من نوع من أنواع أمراض القلب. فتسبب جميع أمراض القلب مشاكل متشابهة إلى حد كبير، وهي كما يلي:
- احتباس السوائل في الجسم، سواء على الرئتين أو في الرجلين.
- قصور عمل الكلى بسبب نقص التروية الدموية.
- تسارع واضطراب نبضات القلب.
- فشل القلب، ومن الممكن أن يكون الفشل القلبي حاد أو مزمن ويختلف علاجه بناءًا على نوعه لكن في الغالب يتم محاولة تقليل العبء عن عضلة القلب بتقليل استهلاك الأملاح والسوائل.
أنواع أمراض القلب
أمراض عضلة القلب:
تشمل هذه الامراض ما يصيب عضلة القلب بشكل مباشر وتنقسم الى:
١. تضخم عضلة القلب:
يحدث في عضلة القلب ككل أو في جزء منها مثل البطين بحيث يصبح حجم العضلة أكبر. تضخم القلب لا يعني بأن العضلة القلب تصبح أقوى، وبالعكس فهو تضخم مرضي، فتخسر العضلة مرونتها مما يعيق عملية ضخ الدم وتعبئة البطين. يرجع السبب في ذلك الى إما:
- عوامل مكتسبة، خاصة ارتفاع ضغط الدم لفترة طويلة يؤدي إلى تضخم القلب.
- نتيجة مشكلة وراثية، نتيجة طفرات جينية قد تحدث في البروتينات المسؤولة عن انقباض العضلة مثل بروتين بيتا ميوسين.
قد لا يعاني المريض من أعراض، ولكن يكون المصاب عرضة لحدوث مشاكل مفاجئة وتسارع القلب المفاجئ، وهي من الأحداث المهمة التي ممكن أن تؤدي للوفاة. وبسبب طبيعة المرض الوراثية، يكون هناك عادة تاريخ مرضي للإصابة بالمرض ووجود مشاكل تسارع القلب وتضخمه، فينصح أفراد عائلة المريض بالفحص للتأكد من خلوهم منه.
٢. اعتلال عضلة القلب الاحتقاني التوسعي Dilated Cardiomyopathy
هو اعتلال يصيب عضلة القلب، فيقوم القلب بتعويض خسارة الخلايا بتقليل سماكة البطين وتوسيعه، مما يقلل من كفاءة الانقباض. قد ينجم عن هذه الحالة ضعف كفائة القلب، وتوسع الصمامات ويزيد احتمال تكون خثرات.
من أهم مسبباته هي كالتالي:
- أمراض تصلب شرايين القلب، فتسبب خسارة في خلايا القلب بفعل نقص التروية.
- التهاب: إما فيروسي أو بكتيري أو عدوى بالديدان.
- السموم: مثل شرب الكحول أو المخدرات.
- سوء التغذية: كمرض بيري بيري(نقص فيتامين ب1) ونقص السيلينيوم.
٣. اعتلال القلب المقيد Restrictive cardiomyopathy
يتمثل في تصلب جدران البطين -غالبًا الأيسر- وعدم مطاوعته. سبب حدوثه هو نتيجة تراكم مواد ضارة في جدران البطين ومنها:
- داء النشوانيAmyloidosis: نتيجة تراكم مادة الأميلويد في عضلة القلب.
- التنكس الصباغي الدموي Hemochromatosis: نتيجة تراكم الحديد في الجسم ونسيج القلب.
أمراض القلب الخلقية
وهي تحدث تيجة اضطرابات وعوامل خلال الحمل، وهي الفترة الحيوية التي يحدث بها تكوين أعضاء الجينين. أهم هذه العوامل هو استخدام أدوية ضارة أثناء الحمل. مثلاً استخدام دواء المميع المعروف بـ الورفيرين يسبب خلل في الأغشية الفاصلة بين حجرات القلب.
تظهر الأعراض الخلقية عادة بعد فترة قصيرة من الولادة خاصة في حالات الاعتلالات الشديدة، والبعض الآخر لا تظهر الا بعد سن البلوغ، ويتم الكشف عنه بعد التقييم أمراض أخرى.
مرض القلب الروماتزمي:
وهو مرض شائع في صغار السن ويعتبر من مضاعفات التهاب الحلق البكتيري لدى الأطفال، فتظهر أعراض القلب إما بعد مرور عدة أسابيع من التهاب الحلق أو أحياناً بعد سنين طويلة فيكون هناك تغييرات على صمامات القلب.
وهو لا ينتج عن انتشار البكتيريا بشكل المباشر، إنما هو يحدث نتيجة تحفيزها لجهاز المناعة وتسببها بتراكم الأجسام المضادة في عضلة القلب وحدوث مرض القلب الروماتزمي.هو أصبح من الأمراض النادرة هذه الأيام، وذلك بسبب انتشار استخدام المضادات الحيوية ومعالجة التهاب الحلق بالشكل الصحيح.
أمراض القلب الرئوية
بسبب اتصال الرئتين بشكل مباشر مع البطين الأيمن من القلب، فهو المسؤول عن ضخ الدم غير المؤكسد إلى الرئتين ليتم أكسدته. فإن مشاكل شرايين الرئتين تنعكس على البطين الأيمن، فتسبب ارتفاع ضغط الدم فيه ويؤدي ذلك إلى تضخمه.
أهم أمراض الرئتين التي تؤثر على البطين الأيمن هي مثل الانسداد الرئوي المزمن أو أمراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي. غالبًا ما تغطي الأعراض الرئوية كالسعال والازرقاق والصفير على الأعراض القلبية، لكن في حال اكتشاف الحالة مبكراً يمكن تجنب حدوث ضرر على القلب عن طريق ضبط الحالة المسببة.
عدم انتظام ضربات القلب
أي مرض من الأمراض السابقة تزيد عرضة القلب لحدوث اضطرابات وتسارع في نبضات القلب. إضافة إلى وجود عوامل أخرى تزيد من احتمال حدوث نوبات التسارع وأهمها:
- اضرطاب مستوى الايونات في الدم: مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم.
- بعض الادوية: مثل المضادات الحيوية (مضادات الفطريات والمضادات البكتيرية من عائلة الفلوروكوينولين) أو أدوية النفسية أو علاج الصرع.
- قصور الغدة الدرقية.
- الالتهابات الشديدة
يمكن مشاهدة عدم الانتظام كنبض غير طبيعي أو تسارع أو تبطئ ويتم الكشف عنه بإجراء تخطيط للقلب.
أمراض القلب الناجمة عن نقص التروية
تحدث نتيجة أمراض الشرايين التاجية المغذية للقلب وهي المسبب الرئيس للوفيات من بين أمراض القلب وتشمل:
-
الذبحة الصدرية:
تحدث بسبب تضيق الشرايين التاجية وعدم وصول الدم بشكل كافي للقلب مما يسبب ألم في الصدر فسميت بالذبحة الصدرية، وهي حالة عادة ما تسبق حدوث نوبة الجلطة القلبية، وتعتبر من العلامات التي تستدعي مراجعة طبيب القلب.
وللذبحة الصدرية أنواع بناءًا على ارتباطها بالمجهود الحركي، الذبحة المستقرة،وتعتبر الذبحة الأشهر ويحصل الألم عند القيام بمجهود جسدي أو حدوث انفعال عاطفي ويختفي مع الراحة. أما الذبحة غير المستقرةفيحصل الألم أثناء الراحة بشكل مفاجئ وتزداد حدته، وغالباً ما يستدعي القدوم إلى الطوارئ والدخول إلى المستشفى.
-
احتشاء عضلة القلب:
أو ما يعرف بالنوبة القلبية ناتجة عن انسداد في الشرايين التاجية مما يؤدي الى موت الخلايا ويرافقه الم عميق ضاغط في الصدر أشد قوة مما يحدث في الذبحة. تعتبر النوبة نتيجة نهائية لتطور مرضي في القلب على المدى الطويل على الرغم من حدوثها بشكل مفاجئ مستدعية نقل المريض بشكل طارئ الى المستشفى.
تعتبر احتشاء القلب من الحالات الخطيرة التي تؤدي إلى تضرر حاد وخطير لعضلة القلب، فتصبح عرضة لاضطرابات التسارع الخطيرة وتعرض حياة المريض للخطر، فيجب الانتباه قدوم أعراضه والقدوم إلى المستشفى حال ظهورها، فإن العلاج المبكر يساعد في تحسين فرص الشفاء.
أمراض صمامات القلب
يحتوي القلب على صمامات بين حجراته والأوعية الدموية الرئيسية وتضمن هذه الصمامات ضخ الدم باتجاه واحد، لكن يمكن أن يحصل ارتجاع في هذه الصمامات أو تضيق، مما يعيق عمل الصمام.
عند الفحص يمكن سمع الطبيب لغظ في القلب ولكن يعتبر فحص التفزيوني للقلب أكثر دقة في الكشف عن هذه الأمراض.
يمكن أن تحدث مشاكل الصمامات بفعل أمراض القلب المتخلفة مثل الأمراض الخلقية أو الحمى الروماتزمية وقد يحدث تصلب الصمامات لدى كبار السن بفعل تراكم الكالسيوم في الخلايا.
تقسم أمراض الصمامات حسب الصمام المتضرر و طبيعة المرض تضيق أم توسع. وتعتمد شدة المرض حسب درجة إصابته وسرعة تدهور الحالة.
الأورام القلبية
وهي نادرة إجمالاً، وتحدث نتيجة نمو ورم في جدار القلب، وتكون بشكل إما بشكل ثانوي نتيجة لورم في عضو آخر في الجسم أو نتيجة ورم أصله من خلايا القلب نفسها.
أخيراً، نتأمل أن يكون تنوع أمراض القلب أصبح واضحاً، فتختلف طبيعة تأثر مرض القلب من مريض لآخر، ويجب أن تسأل طبيبك عن طبيعة تأثر القلب الخاص بحالتك.
مقالات ذات صلة:
ارتفاع ضغط الدم
ضعف عضلة القلب
فحوصات القلب، ولماذا سيتخدم كل منها
الكولسيترول وما علاقته بالقلب