في ظل غياب مطعوم أو علاج فعال ضد الكورونا تعتبر الإجراءات الوقائية الطريقة الأكثر فعالية لمحاربة الوباء والتقليل من الحالات. وهناك عدة طرق للوقاية من الكورونا التي على الرغم من بساطتها لها أهمية بالغة في حمايتنا وحماية الأخرين من الوباء.
لماذا الإجراءات الوقائية؟
فيروس كورونا المستجد لديه قدرة عالية على الانتشار في المجتمع، فهو أسرع انتشاراً من فيروس الإنفلونزا، فيقدر بأن كل شخص يعدي بمعدل ٢,٥ شخص آخر، أي أن الأعداد الحالات قابلة للتضاعف، وذلك ملحوظ مع تصاعد أعداد المصابين حول العالم.
وقد شهد العالم منذ بداية الوباء خسائر بشرية وضغطاً كبيراً على الموارد الطبية. وأدت إلى إغلاقات متعددة تسببت بالضرر على القطاعات المختلفة. ولتجنب حدوث المزيد من الأثار السلبية، فإنه لمن المهم جداً الالتزام بالإجراءات الوقائية.
من الذي يجب عليه اتباع الإجراءات الوقائية؟
صحيح أن هناك بعض فئات المجتمع كالكبار والمصابين بالأمراض المزمنة أكثر عرضة للإصابة بالكورونا ومضاعفاته. إلا أنه يصيب الأشخاص السليمين والشباب، وقد يسبب مرض شديد في جميع الفئات والأعمار.
لذلك يجب على الجميع الالتزام بالإجراءات الوقائية، وعدم الاستهانة بالكورونا لإنه يصعب التنبؤ بتصرفات هذا الفيروس.
كيف تحمي نفسك من الكورونا؟
الوقاية تتم باتباع مجموعة من الإجراءات والتغييرات في حياتك اليومية، وهو ليس تغيير دائم ولكنه ضروري للعبور من هذه الأزمة العالمية. سنتناول كل إجراء منها على حدة بالتفصيل.
١. تجنب الاختلاط بالأخرين:
تتم هذه الخطوة بتقليل اللقاءات الاجتماعية والخروج من المنزل ويمكن القيام فقط بالنشاطات الاجتماعية الضرورية فقط (مثل العمل):
- تجنب الذهاب إلى أماكن التجمعات في الأماكن العامة أو الخاصة.
- الابتعاد عن المناطق أو البؤر الموبوءة بالفيروس.
- تقليل الاحتفالات والاجتماعات قدر الإمكان، وفي حال الاضطرار للتجمع لأمور ضرورية، يفضل ترتيب الالتقاء بمناطق مفتوحة وتقليل عدد الأشخاص. بالتأكيد مع الحفاظ على مسافة التباعد وارتداء الكمامة.
- إن أمكن، استخدام التكنلوجيا للتواصل الاجتماعي أو العمل عن بعد.
٢. التباعد الاجتماعي:
ينتقل فيروس الكورونا من الشخص المصاب إلى السليم عبر إفرازات الجهاز التنفسي أثناء السعال، العطس والكلام، لذلك يوصى بـ:
- التباعد الاجتماعية وذلك بترك مسافة بينك ومع الآخرين ٢ متر.
- تجنب المصافحة أو أي طرق أخرى التسليم عن طريق اللمس، واستبدلها بالتحية الكلامية عن بعد.
لا ضرورة لاتباع التباعد الاجتماعي مع من تقطن معهم في نفس المنزل. وذلك بسبب صعوبة تطبيق التدابير داخل المنزل وعدم عمليتها.
٣. ارتداء الكمامة
أين ومتى أرتدي الكمامة؟
ارتداء الكمامة هي الطريقة الرئيسية لمنع انتقال الفيروس أو الإصابة به، فهو يعمل كحاجر لمنع انتقال الجراثيم، فيعمل على حمايتك من الفيروس وحدوث المرض.
يمكنك خلع الكمامة في حال وجودك في مكان معزول عن الأخرين (مثلاً وجودك داخل سيارتك وحيداً) أو خلال وجودك منزلك (إما وحيداً أو مع الأفراد المقيمين معك في نفس المنزل).
يجب التنبيه هنا إلى أن الكمامة لا تستعمل للأطفال تحت السنتين، حيث يمكن أن تتسبب الكمامة له مشكلة بالتنفس أوالاختناق.
كيف تتعامل مع الكمامة؟
يجب تعقيم اليدين بالكحول قبل التعامل مع الكمامة، سواء قبل لمسها لأي سبب كان (سواء وضعها أو خلعها أو تحريكها). وينصح أيضاً بتعقيم اليدين بعد الاستخدام للتأكد من عدم تلويث يديك بالفيروس.
يجب ارتداء الكمامات بالشكل الصحيح. عند ارتداء الكمامة يجب أن تتم تغطية الأنف والفم بشكل كامل، وخاصة خلال الكلام الذي يتم خلاله تطاير الرذاذ المحمل بالفيروس.
عند إزالة الكمامة، تجنب لمسها من الأمام. بل قم بتحريرها وإزالتها من طرفيها الأيمن والأيسر (عادة الجزء المطاطي).
ما هو نوع الكمامة المناسب؟
من المهم استعمال كمامات قادرة على الحماية من الرذاذ الملوث بالفيروس. حالياً يتم استعمال الكمامات الجراحية وكمامات الـn-95 من قبل العاملين في القطاع الصحي ويفضل عدم استعمل هذه الأنواع، وتركها لمن يعمل في القطاع الصحي، فهم أكثر حاجة لها.
أما باقي المجتمع، فقد أجريت دراسات على فاعلية كمامات القماش ووجد أنها تقي من الفيروس بنسبة تصل إلى ٨٠٪، خاصة إذا كانت متعددة الطبقات (طبقتين وأكثر). وهي من ناحية اقتصادية أوفر ومن الممكن استخدامها لأكثر من مرة.
٤. غسل اليدين وتعقيم الأسطح:
هل يمكن أن ينتقل الفيروس باللمس؟
يمكن للكورونا أن ينتقل عبر لمس الأسطح الملوثة بالفيروس – مع التأكيد أن الفيروس لا ينتقل إليك عبر الجلد ولكنه بسبب وصوله إلى اليدين – يمكن أن ينتقل الفيروس إليك حين تلمس منطقة الوجه (فتحات الأنف والفم والعينين والأذنين).
يجب التعامل مع كل الأسطح خارج المنزل بحذر وتجنب ملامستها قدر الإمكان. وفي حال ملامستك أي من هذه الأسطح، يجب تعقيم يديك مباشرة.
كيفية تعقيم اليدين؟
تعقيم اليديدن إما يتم بغسلهما بالماء والصابون لمدة ٢٠ ثانية أو استعمال معقم كحولي بنسبة ٦٠٪.
كيف ممكن تقوية مناعة الجسم للكورونا؟
المناعة مهمة في محاربة الأمراض ويمكن زيادتها من خلال المحافظة على صحة الجسد بشكل عام وذلك عبر:
- الماء: شرب الماء الذي يساعد على المحافظة على وظائف الحيوية المختلفة وإبقاء الأنسجة المخاطية التي تعمل على الإمساك بالميكروبات رطبة.
- التغذية: المحافظة في تناول أغذية صحية وإكمال الوجبات الطعام خلال فترة المرض، وذلك لأن الغذاء ضروري لتزويد الجسم بالطاقة الضرورية لمحاربة الجراثيم.
- تقليل الضغط النفسي: يمكن للتوتر والضغط النفسي التقليل من مناعة الشخص لذلك يجب التعامل مع الضغوطات بطريقة سليمة وتخفيفها بطرق المختلفة.
- الرياضة: القيام بالتمارين الرياضي يساعد في البقاء ببنية صحية ويقلل من التوتر النفسي.
- الفيتامينات والمكملات: أخذ المكملات والفيتامينات التي قد تساهم في رفع المناعة، ومنها كفيتامين دال وفيتامين سي والزنك والمغنيسيوم.
الصحة النفسية والتكييف مع الكورونا
الخوف من الفيروس وحظر التجوال الذي تم فرضه في أغلب الدول تسبب بالعديد من الضغوطات النفسية. وفي بعض الحالات أدت إلى مشاكل نفسية (كالاكتئاب والشعور بالوحدة) أو مشاكل مجتمعية (العنف الأسري).
فإنه لمن الضروري شرح كيفي التعامل مع هذه الضغوطات والتخفيف من تأثيرها عليك، فيمكنك القيام بعدة أمور على النحو التالي:
-
استمرارية التواصل الاجتماعي
التواصل مع العائلة والأصدقاء القدامى عبر الهاتف أو مكالمات الفيديو.
-
النشاط المنزلي وتفريغ الطاقة
القيام ببعض الأعمال المنزلية والتصليحات كطلاء المنزل مثلاً أو الاعتناء بالحديقة.
-
النشاط الذهني
كالمطالعة أو تعلم مهارات جديدة كلغة جديدة أو عمل يدوي أو فني. أو يمكنك الاشتراك بالدروس المجانية المتوافرة على الإنترنت.
-
ممارسة الرياضة
التمرينات الرياضية والمحافظة على الصحة تسهم بالتقليل من التوتر
-
التفكير الإجيابي
الحفاظ على تفكير إيجابي وتقبل الواقع.
-
فهم والتثقف عن الكورونا
التثقيف حول فيروس الكورونا وكيفية الوقاية والتعامل معه وعدم تصديق الشائعات
-
استشارة نفسية
وهي ممكن أن تقدم من قبل شخص قريب لك أو ممكن استشارة متخصص في المجال النفسي، بحيث يمكن علاج الأفكار وممارسة العلاج السلوكي الفكري cognitive behavioral therapy.
-
تقديم الدعم للآخرين
تقديم الدعم والمساعدة للآخرين جانب إيجابي على كلا الطرفين (مقدم المساعدة ومستقبلها)، فلها تأثيرات نفسية إيجابية. يمكن أن تكون أساليب الدعم مالية (مبلغ مالي) أو حتى بسيطة (كالدعم النفسي).
من الضروري أيضاً تقديم الدعم لمصابي كورونا وعائلتهم، الدور المعنوي دور مهم في محاربة المرض ومساعدتهم اجتياز الأزمة.
ماذا عن الأمراض المزمنة هل يجب مراجعة الطبيب كالمعتاد؟
في حالة الحمل والأمراض المزمنة، نشجع على الاستمرار بالتواصل مع الطبيب بشكل معتاد، واستمرارية المتابعة الدورية هو أمر مهم للمحافظة على الصحة واستقرار الحالة المرضية.
ولكن في بعض الأحيان، يمكن للطبيب أن يكتفي بالتواصل مع المريض عبر الهاتف – إذا كانت الحالة لا تستدعي مراجعة العيادة.
ما الذي يجب عمله في حال ظهور أعراض للكورونا؟
في حال ظهور الأعراض، يجب أن تقوم بعزل نفسك عن الآخرين ومن ثم قم بإجراء فحص الكورونا في المختبرات المخصصلة لذلك في بلدك.
وفي حال كون النتيجة إيجابية، لا تقلق لأن معظم حالات الكورونا هي خفيفة إلى متوسطة الشدة. حسب شدة حالتك، يتم تحديد إما عزلك منزلياً أو دخولك المستشفى.
ننصحك باتباع تعليمات الجهات الصحية الرسمية في بلدك، والتواصل مع الطبيب المعالج ليتم تقييم شدة حالتك وتحديد الخطة العلاجية اللازمة.
أخيراً، الوقاية من الفيروس للآن هو حجر الأساس بالتصدي لكورونا ومنع انتشاره ويجب على أفراد المجتمع الالتزام بكافة تدابير الوقاية من تباعد اجتماعي وارتداء الكمامة لضمان حماية أنفسهم وعائلاتهم.