مرض كوفيد-19 (كورونا) المستجد يعتبر من الأحداث الهامة التي غيرت العالم، فقد تمكن الفيروس المسبب له من اجتياح معظم دول العالم والتسبب بتأثيرات صحية مهمة وعدد عالي من الوفيات في فترة وجيزة.
هناك أشخاص أكثر عرضة من غيرهم بالإصابة بعدوى الكورونا بشكل أكثر شدة من غيرهم، والسؤال المهم الآن، هل السيدات الحوامل هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الشديد؟ وكيف يتم التصرف في حالة إصابة الحوامل بالكورونا؟
ما هو مرض كورونا؟
مرض كورونا هو عدوى فيروسية يسببها فيروس يصيب الجهاز التنفسي، فيسبب عدوى المرض بدرجات متفاوتة الشدة. لدى البعض يكون تاثيرها خفيف بأعراض تشبه الرشح، وحالات أخرى تكون أكثر شدة فتسبب التهاب رئوي شديد.
يختلف الفيروس عن الرشح بأنه مسبب مهم للوفيات. ولهذا الفيروس قدرة كبيرة على الانتشار. وكونه فيروس مستجد، يزيد الأمر تعقيداً وصعوبة التعامل معه، بحيث أنه لا تتوافر عنه المعلومات والدراسات الكافية عنه.
هل الحوامل أكثر عرضة لمرض الكورونا؟
حتى اللحظة لم تثبت الدراسات فيما إذا كانت السيدات الحوامل أكثر عرضة للمرض مقارنة بالآخرين. فمازالت الدراسات تبحث في هذا الموضوع. سنضوح لك نتائج الدراسات المنشورة ونعطيك ملخص أهم الاستنتاجات.
١. أرقام من مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي (٨٢٠٧ حالة حامل)
- قد تختلف طبيعة الأعراض الحوامل من غيرهم بأن أهم الأعراض هي السعال وضيق التنفس، وتكون الأعراض الأخرى المصاحبة أقل حدوثاً (مثل البردية، الصداع، ألم العضلات، الإسهال).
- الحوامل أكثر عرضة للدخول المستشفى وأكثر عرضة لدخول العناية المركزة، ولكنهن لسن أكثر عرضة للوفاة.
- الدراسة تم التصريح عنها بشفافية عالية من قبل منظمة الصحة العالمية، بأن الاستبيانات لم تكن مكتملة لجزء كبير من الحالات، مما قد يؤثر على دقة الأرقام والاستنتاجات من هذه الدراسة.
- الاستنتاج النهائي من الدراسة بأن الحوامل قد يكونون أكثر عرضة من غيرهم للمرض. وهناك ضرورة لإجراء دراسات أخرى لتأكيد ذلك.
٢. دراسة سجلات البريطانية (٤٢٧ سيدة حامل)
بالمقابل، نلاحظ اختلاف وجهة نظر الكلية الملكية للأطباء النسائية والتوليد البريطانية، ونوضحها اعتماداً على دراسة سجلات بريطانية الوطنية من ١٩٤ مستشفى، تتخلص نتائجها على النحو التالي:
- تشبه أعراض الكورونا للحوامل أعراض الكورونا لغير الحوامل، وتتخلص بإما السعال أو ارتفاع الحرارة أو ضيق التنفس.
- الدلائل والأرقام تشير بأن الحوامل لسن أكثر عرضة من غيرهم بالإصابة بمرض الكورونا أو زيادة شدته. فإن:
– ١٠٪ من الحوامل المصابين تحتاج الدخول إلى العناية المركزة.
– تتشابه نسب الوفيات للحوامل المصابين مع المصابين غير الحوامل وتقدر بـ ١٪.
- الإصابة بالكورونا في الثلث الأخير من الحمل، قد يكون له التأثير الأكبر على الحمل وقد يصعب من قرارات العلاجية بخصوص الحمل والولادة.
اعتماداً على المرجعين المذكورين أعلاه، نوضح أننا نميل إلى نتائج الدراسات البريطانية وذلك بسبب دقة السجلات والبيانات التي اعتمدت عليها الدراسة، ولذلك نستنتج بأنه:
لحد الآن، لا يوجد دلائل على أن النساء الحوامل المصابين بالكورونا على أنهم أكثر عرضة من غيرهم، ولكن سيتم اعتبارهم ضمن الفئة المتوسطة كإجراء احترازي لا أكثر.
ما هي العوامل الخطورة للحوامل؟
تتشابه عوامل الحطورة لدى الحوامل مع عوامل الخطورة لغير الحوامل، وهي:
- وجود أمراض مزمنة مصاحبة مثل الضغط والسكري.
- العمر أكبر من ٣٥ عاماً.
- الزيادة في الوزن.
يمكن أن تزداد فرصة حدوث الأعراض الشديدة في الثلث الأخير من الحمل أيضاً ولذلك يجب الانتباه على صحة السيدة في الأشهر الأخيرة.
كيف يؤثر كورونا على الحمل؟
لا يوجد مؤشرات بارتباط الكورونا بأي تشوهات خلقية لدى الأجنة. من ناحية أخرى، لوحظ حدوث ولادة مبكرة لدى بعض السيدات المصابات بالفيروس، وهي ازدياد في نسبة الولادة المبكرة لدم المصابين بالكورونا.
على صعيد الصحة النفسية للأم الحامل، فيمكن للإصابة بفيروس كورونا التسبب بضغوطات نفسية لدى السيدة وعائلتها. فهنا يأتي دور التوعية والدعم النفسي للأم وعائلتها. طمئنة الحوامل بنتائج الدراسات وأنه لا يوجد فرق كبير مقارنة بغير الحوامل.
ماذا عن الطفل هل هو في خطر؟
من المبشر القول بأنه للآن لا يوجد أي معلومات عن كون فيروس كورونا ينتقل من الأم إلى الجنين فأغلب الأطفال المولودين لأمهات مصابين كانوا سليمين من الكورونا، وعدد قليل من الأطفال ثبتت إصابتهم بالفيروس، وأغلبهم لم يعانوا من أعراض خطيرة.
ومع ذلك يجب توخي الحذر من انتقال الفيروس للأطفال، فنظرياً قد ينتقل لهم من الأم أو أي شخص مصاب في حال عدم أخذ الاحتياطات اللازمة.
كيف تحمي الحامل نفسها من الكورونا؟
بسبب وضع الحوامل في الفئة المتوسطة، ينصح بأن تتبع الحوامل الإجراءات الاحترازية بالتزام شديد، وخاصة في الثلث الأخير من الحمل، وذلك باتباع ما يلي:
- تجنب الاختلاط مع الآخرين إلا عند الضرورة، والابتعاد عن مخالطة المصابين بالكورونا أو المشتبه إصابتهم بالمرض.
- التباعد الاجتماعي وذلك بترك مسافة تزيد عن مترين.
- ارتداء الكمامة عند الاختلاط بالآخرين.
- غسيل اليدين بشكل دوري، خاصة بعد لمس الأسطح المشتبه تلوثها.
تنبيه هام للحوامل:
قد تقوم بعض السيدات الحوامل بالغياب أو التوقف عن مواعيد زيارات النسائية، وذلك خوفاً من الإصابة بالكورونا. ولكن هذا أمر خاطئ، ويعرض الحمل والجنين للخطر.
لذلك ينصح للحوامل الاستمرار بمتابعة طبيبها خلال فترة الحمل وبعده لضمان سلامتها وسلامة الجنين، مع اتخاذ التدابير الوقائية خلال زيارتك.
علاج الكورونا للحوامل
علاج الكورونا لم يكتشف بعد
مع الأسف لم يتم اكتشاف علاج فعال أو لقاح لكورونا بعد لكن يتم حالياً استعمال بعض الأدوية التي ممكن أن تساعد في عالج المرض ومنها أدوية مضادات الفيروسات. ويتم اختيار الأدوية التي يعتقد بأنها أكثر أماناً في فترات الحمل.
تقوية المناعة
بشكل عام، يجب المحافظة على صحة السيدة الحامل بشكل عام ويتم ذلك بممارسة الأنشطة البدنية الخفيفة وشرب الماء والغذاء الصحي، وأخذ المكملات الغذائية كفيتامين سي وفيتامين دال، مما قد يساعد في تقوية جهاز المناعة ومساعدته للتصدي لفيروس كورونا.
هل يجب إدخال السيدة الحامل المصابة بكورونا للمشفى؟
يعتمد ذلك على صحة السيدة، فإن كانت أعراضها بسيطة تنصح بالحجر المنزلي ومراقبة الحالة الصحية باستمرار. بالمقابل إن كانت الأعراض شديد، فتستدعي إدخالها إلى المستشفى مع اتخاذ التدابير العلاجية اللازمة.
الولادة الطبيعية أم القيصرية؟
أغلب الدراسات تبين أنه لا مانع من إجراء ولادة طبيعية للمريضة إذا كان وضعها ووضع الجنين مستقراً، لكن يمكن اللجوء لولادة قيصرية مستعجلة في حال معاناة الأم من أعراض تنفسية شديدة.
في حال تأكيد أصابتك بالكورونا، فيجب عليك إخبار وحدة الولادة مسبقاً، ليتم اتخاذ الإجراءات الاحترازية والتدابير المناسبة لتوليد المصاب بالكورونا.
هل يمكن أن تقوم السيدة المصابة بالإرضاع؟
يجب استشارة طبيبك إذا كان هناك ضرورة العزل الأم المصابة عن الطفل، وتوزين فوائد ومضار القيام بذلك. فإن عزل الطفل عن الأم تأثيرات صحية ونفسية مهمة، ويجب استشارة طبيبك قبل اتخاذ قرار العزل والتأكد بأن الفائدة منه أكثر من مضاره.
عملياً، يمكن للسيدة المصاب أن ترضع مولودها وذلك بعد ارتداء كمامة واقية وتعقيم اليدين قبل وبعد الإرضاع، حيث لا يوجد أي دلائل على انتقال فيروس كورونا في حليب الأم. ويجب الانتباه هنا إذ لا يجب وضع كمامة للمولود الحديث إطلاقاً لتجنب حدوث اختناق لديه.
نهايةً، لا يوجد دلائل على الحوامل أكثر عرضة من غيرهم لفيروس الكورونا، وتم اعتبار حالة الحوامل كدرجة متوسطة الخطورة وذلك كإجراء احترازي لحين ظهور معلومات ودراسات إضافية. لحين حصول ذلك، يجب اتباع أعلى درجات الوقائية للحوامل، خاصة في الثلث الأخير من الحمل.