منذ بداية جائحة كورونا والشائعات حول هذا المرض الجديد تنتشر ومن هذه الشائعات أن كورونا لا يصيب إلا كبار السن. لكن الحالات المسجلة والدراسات دحضت هذه الشائعات، إذ يمكن للكورونا إصابة جميع الأعمار كباراً وصغاراً، ولكن من هم أكثر عرضة للكورونا.
ولكن ما يجب تصحيحه بأن تأثير المرض على كبار السن يكون أكثر من الصغار، بالإضافة إلى وجود عوامل خطورة أخرى التي قد تزيد من شدة المرض واحتمال حدوث المضاعفات.
ما هي الأعراض الخطيرة لفيروس كورونا؟
تتفاوت أعراض فيروس كورونا بين المصابين حيث تتراوح بين عدم حدوث أي أعراض أو حدوث أعراض التهاب رئوي شديد.
تتمثل الأعراض بصعوبة التنفس والسعال أو نقص الأكسجين. التي تستدعي عادة الدخول إلى المستشفى وتعويض الأكسجين، وبعض الحالات تتطلب استعمال أجهزة التنفس الصناعي.
والسبب في هذا التفاوت في شدة المرض، هو وجود عوامل الخطورة لدى مجموعة من المرضى تجعلهم أكثر عرضة لهذا المرض، وسيتم تلخيص أهم هذه العوامل في السطور القادمة.
العمر وكورونا…من الفئة العمرية الأكثر عرضة للكورونا؟
الجدول التالي يوضح أعداد الإصابات المسجلة حتى الثامن من أيلول موزعة حسب الفئات العمرية في 135دولة من العالم:
يجب التنويه إلى كون هذه الأرقام متغيرة وتعكس فقط الحالات التي تم الإعلام عنها حتى تاريخ نشر المقال، إذ تتغير هذه الأرقام مع تغيير الوقت والكشف عن المزيد من الحالات.
ماذا تعني هذه الأرقام؟
ما الفئة التي ممكن أن تصاب بالفيروس؟
يمكن الملاحظة من أرقام الحالات المسجلة لدى منظمة الصحة العالمية أن مرض كورونا لا يقتصر على الكبار فقط. فقد سجلت حالات عديدة لأطفال وحديثي ولادة وأشخاص في عمر الشباب أو متوسط العمر.
في بداية الجائحة كان عدد الحالات من كبار السن أكثر ولكن أصبحت فئة متوسط العمر والشباب تسجل إصابات أكثر على الأغلب بسبب ازدياد المخالطة والانتشار المجتمعي.
من الفئة الأكثر عرضة لفيروس الكورونا ؟
ومع ذلك يعتبر العمر من عوامل الخطورة للإصابة بفيروس كورونا المستجد ومضاعفاته. إذ لوحظ في أنه كلما تقدم العمر، كلما ازدادت شدة المرض وتأثيره.
بحيث تشير العديد من الدراسات بأن كلما تقدم العمر، تزداد شدة المرض التي تستدعي دخول المستشفى، وتزداد ضرورة استخدام أجهزة التنفس، وتزيد من نسب الوفيات.
لماذا تزداد فرصة الإصابة بمضاعفات كورونا مع العمر؟
لا يعرف سبب واحد مؤكد لازدياد حدوث المضاعفات مع تقدم العمر، ولكن يعتقد العلماء بأن هناك مجموعة من الأسباب:
- تنخفض كفاءة الجهاز المناعي مع العمر.
- خلايا الرئة لدى كبار السن تكون أقل مرونة وقدرة على تحمل العدوى.
- يعاني كبار السن أيضاً من الأمراض المزمنة أكثر من غيرهم وقد يكون المريض مصاباً بأكثر من مرض كالسكري والضغط معاً وهو أمر شائع لهذه الفئة العمرية.
ماذا عن الأطفال؟
صحيح أنه تم تسجيل حالات للأطفال بفيروس كورونا إلا أنه يمكن القول أن معظم الحالات تماثلت للشفاء وجزء كبير منها لم يعاني من أعراض خطيرة.
لا يعرف السبب وراء ذلك لحد الآن. ولكن يعتقد بوجود أسباب مناعية وراء ذلك، فإن جهاز المناعة متغيير ومتجدد خلال مرحلة النمو، لذلك يعتقد بأن الأطفال لهم مقاومة نسبية للفيروس مقارنة بمن هم أكبر عمراً.
معظم حالات إصابة الأطفال بالمرض تنتهي بالشفاء، وفي عدد قليل من الحالات تكون الحالة شديدة. ولكن يجب عدم إهمال دور الأطفال في نقل الفيروس للآخرين، خاصة في أماكن تجمعهم (في المدارس والحضانات).
ما هي العوامل الأخرى التي تجعل الشخص أكثر عرضة للكورونا ؟
مازالت العوامل التي تلعب دوراً في الإصابة بمرض كورونا تحت الدراسة. لكن لحد الآن تشير التقارير والأبحاث المنشورة أن هناك مجموعة من العوامل التي من الممكن أن يكون لها دور في تطور المرض لحالات خطيرة، ومنها:
- العمر(كما ذكرنا سابقاً).
- الجنس، فإن الذكور أكثر عرضة قليلاً من الإناث.
- العرق، المصابين من الأصل الإفريقي والأصل لاتيني قد يكونوا أكثر عرضة من غيرهم.
ومن الأمور المهمة التي تجري دراسة علاقتها مع مرض كورونا هي الأمراض المزمنة فقد بينت الدراسات والإحصائيات أن المصابين بالأمراض المزمنة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالكورونا وحدوث مضاعفات له.
الأمراض المزمنة
ومن هذه الأمراض:
- ارتفاع ضغط الدم.
- السكري.
- أمراض القلب.
- السمنة ونجد هذه الحالة بشكل ملحوظ لدى المرضى الشباب وفي متوسط العمر بسبب طبيعة النظام الغذائي.
- الأمراض الرئتين وأمراض الجهاز التنفسي، (مثل أمراض الرئة الانسدادية المزمنة وحالات الربو الشديد حيث يستهدف فيروس كورونا جهاز تنفسي ضعيف من الأساس بفعل المرض مما يزيد من خطورة حالة المريض).
- السرطانات، حيث تتأثر مناعة المريض فيها سلباً بسبب والعلاجات المستخدمه له.
- أمراض المناعة، مثل روماتيزم المفاصل.
- حالات نقص المناعة، كما يحدث مثلاً عند تناول الأدوية المثبطة للمناعة في زراعة الأعضاء وغيرها
- أمراض الكلى المزمنة ومرضى غسيل الكلى
- أمراض الكبد حيث يمكن للأدوية المستعملة كعلاج لكورونا التسبب بأذية الكبد
- بعض أمراض الدم مثل الأنيميا المنجلية والتلاسيميا.
- بعض الأمراض العصبية ومنها الأمراض التي تصيب الكبار كالزهايمر.
ماذا عن السيدات الحوامل؟
لحد الآن لا يوجد معلومة حاسمة تنص على أن الحمل قد يسبب زيادة في فرصة الإصابة، والأرقام الأولية تؤشر بأن الحوامل ليسو أكثر عرضة للمرض مقارنة بغيرهم.
ولكن على الحوامل اعتبار أنفسهم أكثر عرضة للمرض، وذلك لحين ظهور نتائج الدراسات وازدياد معرفتنا عن المرض.
السمنة تزيد من خطورة بكورونا
وفي دراسة عالية الجودة نشرت في مجلة جمعية السكري الأمريكية، بين بأن الأشخاص الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة لتطور المرض إلى حالة شديدة مقارنة بالأشخاص الذي وزنهم طبيعي.
لا يعرف السبب وراء ذلك ولكن هذه الفئة تعتبر من الفئة عالية الخطورة.
المدخنين أكثر عرضة للكورونا
يصاحب التدخين مشاكل صحية عديدة خاصة في الجهاز التنفسي وتكون مناعة المدخنين أضعف من غيرهم مما يجعلهم عرضة للعدوى ومضاعفاتها.
وقد تم إجراء دراسة تحليلية لتحديد العلاقة بين التدخين والإصابة بمرض كورونا ومضاعفته وتم ذلك كما يلي:
- التحليل تضمن ١٩ دراسة تدرس علاقة التدخين بالكورونا.
- ملخص التحليل بأن المدخينين أكثر عرضة للمضاعفات وتطور المرض إلى حالة خطيرة (تقريباً ٣٠٪ مقارنة بـ ١٧٪ لغير المدخنين).
بسبب اعتبار التدخين عامل خطورة مهم للكورونا، فينصح الإقلاع عن التدخين، لما له فائدة في مقاومة الجسم للفيروس وفائدته في تحسين عملية التنفس.
كيف تحمي نفسك من الكورونا؟
على الأشخاص الأكثر عرضة للكورونا ومضاعفاته الخطيرة، الالتزام بشكل كبير بإجراءات السلامة العامة وفيما يلي بعض النصائح:
نصائح تحسين صحة الجسم
- شراء أدوية كافية لشهر إذا كان الشخص يعاني من مرض مزمن لتقليل مرات الخروج من المنزل.
- الالتزام بالمراجعة المستشفى للمواعيد الدورية (مثل مرضى غسيل الكلى أو الحوامل).
- عدم مخالطة الناس المريضين، حتى لو كانوا أفراد العائلة.
- أخذ المطاعيم واللقاحات للوقاية من الإصابة بالأمراض الموسمية خاصة مطعوم الإنفلونزا.
- الإبتعاد الكلي عن جميع أنواع التدخين، سواء التدخين المباشر أو غير المباشر.
- أخذ الفيتامينات كفيتامين سي ودال، التي ممكن أن تساعد في تقوية المناعة.
نصائح الوقاية من الكورونا
- تجنب الاختلاط مع الآخرين إلا عند الضرورة.
- ارتداء الكمامة عند مخالطة الأخرين، تحديداً عند مخالطة الذين لا يقطنون معك في نفس المنزل.
- عند الاختلاط مع الآخرين، يجب الالتزام بالتباعد الاجتماعي بمقدار ٢ متر.
- تجنب حدوث تلامس مع الأشخاص أو الأسطح، والاكتفاء بالسلام الكلامي عن بعد.
- غسيل اليدين بشكل دوري عند لمس الأسطح أو الأشخاص، وذلك إما بالصابون أو استعمال معقم أيدي محتوي على كحول بنسبة ٦٠٪.
أخيراً، ما زال فيروس الكورونا قيد الدراسة ومع ظهور الحالات الجديدة يومياً تتبدل الإحصائيات لكن للآن يمكن القول بأن التقدم في العمر والأمراض المزمنة إضافة إلى السمنة والتدخين تزيد من فرص حدوث الكورونا ومضاعفاته. حالياً لا نملك لمحاربة الفيروس وسيلة أفضل من الوقاية. لذلك على الأفراد الأكثر عرضة للكورونا ، الالتزام أكثر من غيرهم بالتعليمات الوقائية لحماية أنفسهم من المرض.