مضاعفات الزكام


يعد الزكام من الأمراض الشائعة جداً وتتمثل أعراضه باحتقان وسيلان بالأن. أغلب حالات الزكام تشفى تلقائياً، ولكن في بعض الأحيان قد تحدث مضاعفات للزكام تستدعي اللجوء للطبيب ليتم علاجها.

كيف تحدث مضاعفات الزكام؟

معظم الحالات يكون الزكام التهاب خفيف منحسر على المنطقة الأنفية، ولكن تحدث مضاعفات الزكام في حال تأثيره على مناطق أخرى من الجسم، وخاصة:
  • الأجزاء التنفسية العلوية المجاورة للأنف أو المتصلة به: مثل الجيوب والأذن وغيرها.
  • الجهاز التنفسي: تسبب تكاثر بكتيري في الجهاز التنفسي، وذلك لأنتواجد الفيروس في الجسم فرصة لتكاثر بكتيري بفعل التأثيرات التي يحدثها على الجهاز المناعي والوظائف الحيوية مما يؤدي لالتهابات ومضاعفات شديدة.
ولفهم ذلك أكثر علينا الإلمام لالأنف وما يجاوره من التراكيب.

الأنف والتراكيب المجاورة له:

يعتبر الأنف عضو من أعضاء الجهاز التنفسي العلوي ومن خلاله يتم إدخال الهواء وإخراجه بعمليتي الشهيق والزفير حيث يقوم الأنف بتنقية وترطيب وتدفئة الهواء قبل وصوله إلى باقي أجزاء الجهاز التنفسي، ابتداءاً من القصبات الهوائية الرئيسية وحتى تفرعها إلى قصبات صغيرة في الرئتين. يتمركز الأنف وسط الوجه ويتألف الجزء الخارجي الذي نراه من عظام وغضاريف، ويحيط بالأنف تجاويف تعرف باسم الجيوب الأنفية وهي تجاويف مملوءة بالهواء في عظم الجمجمة تقوم بإفراز مادة مخاطية بكميات قليلة لترطيب الأنف وحمايته من المهيجات كالميكروبات وحبوب الطلع وغيرها، كما أنها تساعد على تحسين أصواتنا وتخفيف وزن الجمجمة. يوجد أربع أزواج رئيسية من الجيوب. يقع خلف الأنف تركيب يعرف باسم البلعوم (الحلق)وهو تركيب مشترك بين الجهازين الهضمي والتنفسي ويتألف من 3 أجزاء رئيسة ويسمى الجزء الذي يقع خلف الأنف مباشرة باسم البلعوم الأنفي  nasopharynxوالذي يساعد بتوصيل الهواء إلى القصبة الهوائية ومن ثم الأجزاء السفلية من المجرى التنفسي وصولاً للرئتين. تتصل الأذن الوسطى بالبلعوم الأنفي أيضاً عبر قناة متخصصة تعرف بـ القناة البلعومية الطبليةEustachian tube  وتكون بشكل أفقي تصل الأذن بالحلق.

ما هي المضاعفات الزكام؟

تستمر أعراض الزكام من يومين كحد أدنى إلى أسبوعين تقريباً كحد أقصى ٧-٨ أيام وتزداد فرصة الإصابة بالزكام خلال الشتاء. يمكن أن يصاب الأطفال بالزكام ما يقارب ٦ مرات بالسنة الواحدة، أما البالغين فيتراوح معدل إصابتهم بين ٣-٤ مرات في السنة، وتختفي عادة أعراض المرض بشكل تلقائي. ولكن قد تسبب فيروسات البرد بفعل تأثيرها السلبي على الجهاز التنفسي والمناعي للجسم ببعض المضاعفات التي تعتمد بحدوثها على وجود عدة عوامل مسببة. وفيما يلي تفصيل لبعض من هذه المضاعفات:
  • التهاب الجيوب الأنفية:

عند الإصابة بالزكام تزداد الإفرازات المخاطية في الجيوب مما يعيق حركة الأهداب المبطنة للجيوب، فتمتلئ الجيوب بالمخاط ويؤدي إلى انسدادها، وهذا يجعلها بيئة مناسبة لنمو البكتيريا التي تتسبب بحدوث التهاب الجيوب الأنفية. تحدث هذه الحالة لدى ٢٪ من المرضى وتترافق مع صداع شديد وشعور بثقل في الرأس وألم في الوجه يزداد مع الانحناء إلى الأمام وقد يحدث فقدان للشم مع احتقان شديد في الأنف.
  • التهاب الأذن الوسطى:

تعتبر هذه الحالة شائعة في الأطفال أكثر من الكبار إذ يمكن أن تتطور ٢٠٪ من حالات التهاب المجاري التنفسية العلوية لالتهاب أذن وسطى في الصغار ويكون المسبب انتقال الميكروب الممرض من الأنف إلى الأذن الوسطى عبر القناة البلعومية الطبلية. الأطفال أكثر عرضة لهذا النوع من الالتهابات لأن القناة البلعومية الطبلية تكون قصيرة وطبيعتها أفقية لديهم، فيسهل ذلك من عملية انتقال الميكروب للأذن والتسبب بالتهابها. قد لا يشتكي الطقل المصاب من أي أعراض ويكون عناك أعراض عامة (مثل ارتفاع الحرارة أو فقدان الشهية). ويتضح التخشيص عادة عند فحص الطبيب لأذن الطفل (احمرار وانتفاخ وقد يفقد الغشاء الطبلي مرونته إذا كان تجمع السوائل شديداً).
  • التهاب القصبات الهوائية:

يمكن لالتهابات المجاري التنفسية العلوية كالزكام أن تتطور إلى التهابات مجاري تنفسية سفلية كالتهاب القصبات الهوائية حيث تشتد الأعراض أعراض التهاب القصبات تختلف عن الزكام بأن السعال يصبح أكثر شدة وتكون عادة مصحوبة بألم بالصدر عن السعال. ويمكن أن يتغيير لون المخاط مائلاً للخضرة أو ظهور الدم مع المخاط، أو ظهور مشاكل وصعوبة بالتنفس.
  • التهاب ذات الرئة:

قد تتسبب فيروسات الزكام في حال دخولها إلى الرئة بالتهاب حاد في الرئتين وقد يحدث هذا الالتهاب بفعل استغلال البكتيريا لضعف الجسد خلال إصابته بالزكام وتكاثرها في الرئة لتسبب التهاباً بكتيرياً. كما نجد في بعض الحالات حدوث التهاب في الرئة سببه بكتيريا وفيروس معاً بفعل تطور حالة الزكام. من العلامات التي تترافق مع التهاب ذات الرئة السعال المصحوب بالدم الأحمر لذلك من الضروري جداً الذهاب للطبيب إذا ما كان المريض يعاني من صعوبة في التنفس وألم بالصدر مع ظهور دم عند السعال.
  • الإصابة بنوبات الربو:

أما بالنسبة لمرضى الربو (التحسس الرئوي)، يمكن للزكام التسبب بأزمات اختناق لديهم. وذلك نتيجة الانسداد الرئوي الحاصل نتيجة الفيروس، فيشعر مريض الربو بتفاقم أعراض الربو وازدياد حدتها.
  • التهاب السحايا:

قد تسبب فيروسات الزكام التهاب في سحايا الجهاز العصبي خاصة في الأطفال وهذه الحالة خطيرة وتتطلب معالجتها في المشفى غالباً وتتمثل الأعراض بصداع شديد وتغير في الإدراك والوعي مع ارتفاع شديد في درجة الحرارة وتصلب في العنق. ولكن لحسن الحظ، لا يحصل هذا النوع من المضاعفات، وتحدث فقط في حالات قليلة نادرة جداً.

ما الأعراض حدوث مضاعفات الزكام؟

استشر طبيبك في حال عدم تحسن أعراض الرشح خلال أسبوع أو في حال ظهور أي من الأعراض التالية:
  • تغيير في طبيعة المخاط (أكثر خضرة أو مصحوب بالدم).
  • ارتفاع الحرارة الملحوظ > ٣٨ درجة مؤوية.
  • الصداع أو ألم بالوجه.
  • مشاكل بالأذن مصاحبة (صعف السمع، ألم أو حكة بالأذن).
  • ألم بالصدر، خاصة الذي يزداد حدته عند السعال.
  • ضيق التنفس.
  • الانزعاج من الضوء أو الصوت.
نهاية، على الرغم من أن معظم حالات الزكام تكون عرضية وتشفى وحدها، يمكن للزكام التسبب ببعض المضاعفات التي تحتاج لمراجعة الطبيب حتى يتم تقيم الحالة وإعطاء العلاجات المناسبة. لذلك من الضروري محاولة تجنب الإصابة بالزكام ومراقبة الأعراض بانتباه في حالة الإصابة بأي من مضاعفاته.

مقالات ذات صلة:

مضاعفات الزكام

كيف تتعافى من الزكام بسرعة؟

كانت الصفحة مفيدة؟


اشترك بالمنشورات الطبية الدورية، مقدمة من أطباء متخصصين!
فرصة للاستفادة من استشارة طبية مجانية


مضاعفات الزكام shutterstock_1022274613-copy

تاريخ آخر تعديل :

٠٤ / ٠٤ / ٢٠٢١