يتعرّض جميع سكان الأرض بما في ذلك الأجنة للإشعاع من الطبيعة والبيئة المحيطة والمصادر الطبية بشكل يومي، يشكل التصوير بالأشعة السينية للأسنان مصدراً أيضاً للإشعاع الذي قد يتعرض له الفرد خلال حياته.
سنتحدث في هذا المقال عن دواعي التصوير بالأشعة في طب الأسنان، وطرق الحماية من هذه الأشعة.
ما هو التصوير الإشعاعي للأسنان؟
هو أحد الفحوصات المستخدمة في طب الأسنان كأداة مساعدة في تشخيص الآفات السِّنيّة والفموية على اختلافها.
يتم إنتاج صورة الأشعة عن طريق استخدام الأشعة السينية- أشعة إكس x-ray – والتي يعتمد مبدأ عملها على وجود تباين في كثافة أجزاء الجسم المختلفة، فهو يكشف بشكل جيد عن العظام بسبب كثافته العالية بمقارنة بالأجزاء الأخرى المجاورة كالدهون والجلد والعضلات. وهذا الاختلاف بالكثافة يجعل الأشعة تخترق كلاً منها بشكل مختلف عن الآخر.
تصل أخيراً الأشعة على مُستقبل -كاشف-يسمى بـ”الفيلم” يتغير لونه حسب كمية الأشعة الواصلة إليه، فيعطى انعكاساً دقيقاً إلى حد ما عن العظمة أو السن الذي مرت به الأشعة.
مخاطر الأشعة السينية
تمتلك الأشعة السينية القدرة على تغيير تركيب الذرّات المكونة للمركبات الموجودة داخل خلايا الجسم. فيمكن أن تقوم بتدمير المادة الوراثية أو تغييره.
يؤدي هذا التغيير في المادة الوراثية إلى مشاكل في الخلايا المتعرضة لهذه الأشعة. فعلى المدى الطويل ممكن أن تسبب السرطان أو العقم لدى البالغين، أو تؤدي إلى تشوهات خلقية جنينية لدى الحوامل.
بالتأكيد يعتمد فعلياً وجود هذا الضرر من عدمه على مقدار الأشعة-الجرعة- التي تصل للفرد والمدة الزمنية للتعرض لها.
بشكل عام، وتعتبر هذه الأشعة أمنة للتصوير التشخيصي، فالصور التشخيصية تكون جرعة الأشعة قليلة، وغالباً لا تسبب المشاكل أو المضاعفات في حال إجرائها لعدد مرات قليل. ننصح الحوامل بأن تكون أكثر حذر للأشعة، وذلك بسبب عرضة الجنين للأشعة، وينصح باتخاذ أعلى إجراءات الوقاية والحماية قبل إجراء صور الأشعة.
مخاطر الأشعة في طب الأسنان
يعتبر مقدار الأشعة التي يتعرض لها الفرد من صور الاشعة في مختلف اختصاصات طب الأسنان ضئيلاً، لذا فلا مانع من استخدامها عند لزومها.
دواعي استخدام الأشعة في طب الأسنان
- أداة مساعدة في التشخيص
لتشخيص الآفات الفموية على أنواعها كالتسوسات، إذ أنّ أشهر استخدام للأشعة في طب الأسنان هو تقصي التسوسات وخاصة المخفيّة على الأسطح الجانبية للأسنان.
وهو أيضاً يساعد في الكشف عن شدة التهابات دواعم السن ودرجة تأثرها.
كما تُساعد في تشخيص امتصاص العظم والأورام والأكياس والآفات الذروية -أي ما حول الجذر-.
- فحص التشوهات الخَلْقية في الأسنان.
- تقييم الأسنان بعد تعرضها لإصابة ما.
- قبل إجراء عملية أو إجراء على الأسنان
- تقييم تطوّر أو انحسار مرض ما أو بزوغ ضرس معين.
- الكشف عن وجود أسنان مطمورة (مثل طواحين العقل).
– قبل الخلع الأسنان لتقييم وضع وشكل السن ومدى قربِهِ من أي أجزاء هامّة.
– قبل تنفيذ خطة علاجية للتقويم: معرفة نوع الإطباق والعلاقة الهيكلية بين الفكين.
– خلال جلسات علاج العصب: للتأكد من الأطوال الصحيحة لقنوات الجذر قبل البدء بتنظيفها، وكذلك من تناسق حشوات العصب مع أبعاد القنوات.
أنواع صور الأشعة المستخدمة في طب الأسنان
نذكر بعضاً منها:
- صور داخل الفم
وتكون ذات أبعاد صغيرة (مثل ٣ سم × ٣ سم)، وهي تستهدف سن معين أو مجموعة صغيرة من الأسنان.
- البانوراما
وهي صورة عرضية للأسنان تستخدم بشكل شائع، وهي تعطي فكرة ممتازة عن معظم الأسنان والفكين.
- التصوير المقطعي المحوسب.
- الصور الجانبية للرأس.
طرق الحماية من الأشعة في طب الأسنان.
يتوفر لدى معظم عيادات طب الأسنان أساليب للحماية من الأشعة، منها:
- طوق حامي للغدة الدرقية.
تعتبر الغدة الدرقية وخاصة لدى الأطفال وبسبب موقعها القريب من التجويف الفموي ذات عرضة عالية للأشعة لذا يُنصح باستخدام واقي الغدة الدرقية المُسمّى بالطَّوْق.
- واقيات الجسم.
وهي واقي يكون شكله يشبه مريلة الأطفال، فيغطي منطقة الصدر والبطن وصولاً إلى الحوض لحماية الأعضاء الحيوية خاصة التناسلية نظراً لأنها تحتوي على الخلايا الجذعية الجنسية المسؤولة عن الخصوبة والإنجاب، من الضروري استخدامها لدى النساء الحوامل لتقليل الجرعة الإشعاعية على الجنين ما أمكن.
يتم فحص هذه الواقيات بشكل دوري للتأكد من عدم وجود تمزق أو تشققات واضحة فيها، يمكن للمريض التأكد من سلامتها قبل الاستخدام.
- التقنيات الحديثة.
توفر العديد من عيادات الأسنان تقنيات تصوير حديثة كالتصوير الرقمي بدلاً من التصوير الاعتيادي، مما يُعطي دقة أوضح في صور الأشعة بجرعة إشعاعية أقل.
دور المريض في تقليل الجرعة الإشعاعية
- الالتزام بتعليمات طبيب الأسنان.
أ. عدم الحركة أو إزاحة الفيلم الموضوع داخل الفم باللسان أو الخدين كي لا تحتاج الصورة إلى إعادة.
ب. التأكد من ثبات الفيلم في الفم قبل التقاط صورة الأشعة وإلا إخبار الطبيب ليقوم بالتعديل المناسب.
- عدم إجراء صور أشعة دون وجود ضرورة لها.
لا يُنصح بعمل أي صور أشعة -قبل زيارة طبيب الأسنان- بغرض توفير الوقت، إذ ينبغى أن يتم عمل صور الأشعة بالاعتماد على الاستنتاجات التي يصل إليها الطبيب بعد الكشف السريري للأسنان وبناءً على طلبه.
- إحضار صور الأشعة السابقة.
في حال التعامل مع طبيب أسنان جديد لاستكمال أو بدء علاج جديد يمكن التواصل مع طبيب الأسنان السابق لأخذ صور الأشعة، وذلك لتجنب تكرار إجراء بعض صور الأشعة دون داعٍ.
- التحضير لِما قبل صورة الأشعة.
عند زيارة طبيب الأسنان وتوقُّع الحاجة إلى صور أشعة قم بإزالة أي قطع معدنية أو مجوهرات في منطقة الرأس والرقبة مثل أقراط الأذنين، الدبابيس، ربطات الشعر المحتوية على معدن، وكذلك سماعات الأذن إذ قد تؤثر جميعها على جودة الصور خاصة الصور البانورامية مما يتطلب إعادة إجراءها والتعرُّض مرة أخرى للأشعة.
أخيراً، صور الأشعة للأسنان هي صور مفيدة لتشخيص مشاكل العظام والأسنان، بالإضافة إلى استخدامها قبل إجراء العمليات السنية. وتعتبر جرعات المتعرض لها لتصوير الأسنان قليلة وأمنة، ولكن ذلك لا يمنع بأن يتم اتخاذ الإجراءات الحماية والوقاية من أضرارها.