كما يعلم الكثير بأن ضغط الدم من المؤشرات الحيوية المقاسة بشكل دوري لمريض ارتفاع ضغط الدم وإنه ليس بالنادر أن تتذبذب قراءات ضغط الدم بين الحين والآخر، وهناك أسباب تفسر حدوث ذلك. إن تذبذب قراءات ضغط الدم ليس بالضرورة ناتجة عن مرض. سنوضح لك ما هي الأسباب تذبذب ضغط الدم.
كيف تتذبذب قراءات ضغط الدم؟

جسم الإنسان ليس جهاز أو روبوت آلي، إن جسمك مصمم بأن يكون لديه المرونة الكافية والقابلية للتكيف مع الظروف المختلفة، يقوم بتعديل مستوى ضغط الدم حسب ما تتطلب الحالة.
يتحكم جسمك بضغط الدم عن طريق الجهاز العصبي، الذي يصدر أوامر إلى الأعصاب الموجودة في القلب والأوعية الدموية، لرفع الضغط أو خفضه حسب حاجة الجسم.
مثلاً في حال ممارستك للرياضة، يقوم جسمك برفع ضغط الدم عن طريق إرسال أوامر زيادة ضخ الدم من القلب. إضافة إلى رسائل عصبية للشرايين تحفزها على الانقباض لرفع الضغط داخلها.
تذبذب ضغط الدم غالباً ما يكون حالة فسيولوجية، أي أنها ليس حالة مرضية، بل هي طريقة الجسم للتكيف مع مؤثر خارجي ما.
ما أسباب تذبذب ضغط الدم؟
١. الضغط النفسي
يعتقد بأن لتغييرات النفسية تأثيرات هامة على جسم الإنسان، ومن الممكن أن تؤثر على عمل أجهزة الجسم المختلفة.
فأن الضغط النفسي يؤثر على الدماغ والجهاز العصبي والدورة الدموية فيرسل إشارات عصبية من شأنها رفع ضغط الدم.
٢. الملح
يعدملح الطعام هو أكثر أسباب ارتفاع ضغط الدم شيوعاً، وذلك تناول الملح أو الأطعمة المحتوية عليه، يسبب احتباس السوائل في الجسم، مما يزيد من ضغط الدم.
ولأن كمية الملح المتناولة اليوم هي مختلفة عن الكمية التي يتم تناولها في الأيام الأخرى، يؤدي ذلك إلى تذبذب في قراءات ضغط الدم.
قد يعتقد البعض بأن تجنب تناول الأطعمة قليلة الملح أو تناول أطعمة غير مملحة يجنبه ارتفاع الضغطولكن هذا اعتقاد خاطئ، إذ إن بعض هذه الأطعمة يكون ملحها مخفيًا؛إذ أن الملح مكون أساسي يدخل في تحضير الكثير الوجبات الغذائية.
٣. التغيير على الأدوية (مواعيد أو جرعة)
إن التأخر في مواعيد أدويتك، يصاحبه تغيير على ضغط الدم. وذلك لأن فعالية الأدوية تستمر لعدد محدد من الساعات، ويقل تأثير الدواء مع مرور الوقت.
مثلاً التأخر عن موعد دوائك الذي تأخذه كل ٢٤ ساعة، يؤدي إلى انخفاض مستوى دواء الضغط وبالتالي ارتفاع ضغط الدم.
وأنه من البديهي أيضاً أن تغيير جرعة الدواء، ينعكس على قراءة ضغط الدم. مثلاً خفض جرعة الدواء، يؤدي إلى رفع قراءة ضغط الدم.
٤. الصيام
الصيام ممكن أن يكون له دور في التغيير على ضغط الدم. ويختلف تأثيره على الجسم حسب الحالة ودرجة الصيام.
الصيام في المراحل المبكرة يساهم في خفض مستوى ضغط الدم، وذلك بسبب قلة تناول الأطعمة والملح. إلا أن الصيام الشديد المصحوب بانخفاض مستوى السكر، قد يزيد من التوتر العصبي فيؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
٥. الكافيين
الكافيين هي مادة محفزة ومنشطة للجسم بشكل عام، فتؤثر بتحفيز الأعصاب والقلب على زيادة عملها، مما يؤدي إلى زيادة قوة الضخ وإسراع نبضات القلب.
وبشكل عام، ينصح مرضى الضغط بتجنب الإفراط في تناول المشروبات الغنية بالكافيين، وذلك لأنها قد تكون السبب في رفع ضغط الدم.
٦. ممارسة الرياضة
ممارسة الرياضة تؤدي إلى رفع ضغط الدم، وذلك لأن الجسم بحاجة إلى كمية دم أكبر للقيام بالنشاط الرياضي وبذل المجهود.
يجب الإشارة بأن ارتفاع ضغط الدم في هذه الحالات هز أمر طبيعي، وليست حالة مقلقة. لأنها طريقة الجسم للتكيف مع الزيادة في احتياجات عضلات الجسم، فهي تحتاج إلى كمية دم أكبر لتزويدها بالأكسجين والطاقة.
لذلك ممارسة الرياضة هي أمر ينصح به، وذلك لأن ارتفاع ضغط الدم يكون مؤقت وغالباً ما تنخفض قراءات الضغط للمستوى الطبيعي بعد الانتهاء من المجهود الرياضي.
وعلى المدى الطويل، تعمل الرياضة على تحسين صحة الدورة الدموية وتساهم في خفض الضغط، وذلك بسبب حالة الاسترخاء والراحة بعد الانتهاء من النشاط الرياضي.
٧. الوقوف لفترة طويلة أو الاستلقاء على الظهر
وهي مشابهة لممارسة الرياضة، فحالة الوقوف تتطلب ضخ الدم بشكل أكبر ليصل إلى الدماغ، فيتكيف الجسم برفع ضغط الدم عند الوقوف.
بالمقابل يقوم الجسم بخفض ضغط الدم عند الاستلقاء على الظهر، وهي بسبب اكتفاء الجسم بكمية دم أقل.
كيف أتعامل مع تذبذب ضغط الدم
للتخفيف من تذبذب ضغط الدم، ينصح بما يلي:
- قم بالحد من كمية الملح المتناولة والانتباه إلى مصادره المخفية.
- تجنب الإفراط من المشروبات الغنية بالكافيين.
- محاولة الاسترخاء وتجنب مسببات التوتر العصبي (إن أمكن).
- ممارسة الرياضة بشكل دوري، ٣-٤ مرات أسبوعياً، لمدة ٤٥ دقيقة كل مرة.
- مراجعة الأدوية والتأكد من الالتزام بمواعيدها والجرعات الموصوفة.
في حال استمرار ارتفاع ضغط الدم، يجب استشارة الطبيب عن ضرورة إجراء التغييرات على أدوية الضغط.
لمعرفة المزيد عن ارتفاع ضغط الدم، تصفح مقال (ارتفاع ضغط الدم).
النقاط المستفادة:
– معظم مسببات تذبذب ضغط الدم هي ليست مرضية. بل هي طريقة الجسم للتكيف مع المؤثرات المختلفة.
– الحل المبدئي لتذبذب ضغط الدم هو بتجنب المسببات الشائعة (كالإفراط في الملح أو التوتر العصبي).
– الالتزام ببرنامج دوائي منتظم ودقيق هو أمر ضروري للذين يتناولون علاجات ضغط الدم.
– استشارة الطبيب في حال حدوث تغييرات شديدة على ضغط الدم أو استمرار وجود مشكلة تذبذب ضغط الدم.
مقالات ذات صلة:
ضغط الدم: دليلك للمحافظة على ضغط صحي
الطريقة الصحيحة لقياس ضغط الدم