أعراض مرض حساسية القمح

تشخيص حساسية القمح

مرض حساسية القمح (السيلياك) عبارة عن مرض مناعي، يتسبب بأعراض هضمية مزمنة وأعراض غير هضمية تؤثر على مناطق أخرى من الجسم. لهذا المرض العديد من الأعراض التي تتشابه مع غيره من الأمراض كالقولون العصبي، مما يجعل تشخيصه مسألة ليست بالسهلة؛ فكيف يتم تشخيص حساسية القمح وما هو العلاج؟

متى يتم اشتباه بمرض حساسية القمح؟

عند تناول مرضى حساسية القمح للحبوب الكاملة ومنتجاتها (قمح، شعير، حنطة وغيرها)، تحدث لدى المريض استجابة مناعية والتهاب مناعي في الأمعاء ضد بروتين الجلوتين الموجود في هذه الحبوب.

تظهر أعراض المرض وخاصة اضطرابات الجهاز الهضمي من إسهال وانتفاخ البطن. ويمكن أن تكون مصحوبة بأعراض أخرى كالغثيان أو فقدان الوزن.

وتوقيت ظهور هذه الأعراض له دور كبير باشتباه وجود المرض، فغالباً ما تبدأ الأعراض بالظهور لدى الطفل في النصف الثاني من السنة الأولى، وهو العمر الذي يبدأ الطفل بتناول الأطعمة المحتوية على الغلوتين (كالخبز أو طعام الأطفال المحتوي على الحبوب).

إن ترافق مشاكل الجهاز الهضمي مع مشاكل نقص الفتيامينات والمعادن هي أحد العلامات التي تزيد من اشتباه وجود حساسية القمح، وتتلخص كما يلي:

  • نقص فيتامين دال: بطء النمو عند الأطفال، نحول في الأرجل والأرداف، طراوة في العظام.
  • نقص الحديد: فقر الدم المصحوب بالشحوب والتعب العام والدوخة.
  • انخفاض مستوى فيتامينات ومعادن أخرى: كالزنك والنحاس أو فيتامين ب ١٢ والفوليك أسيد.

 

في أي عمر يتم تشخيص مرض حساسية القمح؟

عادة ما يصيب مرض حساسية القمح المريض في مرحلة الطفولة المبكرة، فعندما يبدأ الطفل بتناول الحبوب في عمر لـ ٦ شهور، لا تظهر الأعراض مباشرة ولكن وتبدأ بالظهور بعد مرور عدة شهور عن تناول الغلوتين. وتصبح الأعراض أكثر وضوحاً في السنة الثانية من العمر ويتم تشخيص المرض.

ولكن ذلك لا يعني بأن المرض يقتصر على الأطفال فقط، بل ممكن أن يتأخر ظهور المرض حتى سن البلوغ. ويعود السبب وراء ذلك هو اختلاف شدة المرض من حالة إلى أخرى، وبعض الحالات الخفيفة لا تسبب الكثير من الأعراض، مما يؤدي إلى التأخر في تشخيصها.

كيف يتم تشخيص حساسية القمح؟

لتشخيص مرض حساسية القمح يقوم الطبيب بأخذ السيرة المرضية والتاريخ العائلي للمصاب واستيضاح لتفاصيل الأعراض. وعند اشتباه وجود حساسية القمح، يقوم بعمل فحوصات وطلب خزعة من الأمعاء مع القيام بالتنظير، لإن مرض حساسية القمح يسبب تغيرات تشريحية في الأمعاء يتم الكشف عنها بهذه الوسائل.

ومن الأمور التي يمكن استعمالها للتشخيص هي مراقبة أعراض المريض عن قرب، فيمكن أن يشير الطبيب عليه أن يتوقف عن تناول الجلوتين ويراقب تحسن الأعراض، ثم يطلب منه إعادة تناوله وهنا في حالة حساسية القمح يتسبب ذلك بالأعراض مجدداً.

فحوصات تشخيص حساسية القمح

يتم عمل العديد من الفحوصات للمريض وذلك للكشف عن المرض وما يرافقه من نتائج لسوء الامتصاصومن هذه الفحوصات:

  • فحوصات الدم:

وهي تساعد في الكشف عن المشاكل التي يمكن أن تكون مصاحبة للمرض، كفقر دم ونقص فيتامينات أو معادن لدى المريض.

  • فحص امتصاص الأغذية:

وأنواعها متعددة يمكن أن تكشف عن سوء امتصاص الكربوهيدرات أو البروتينات أو الدهون. النوع الأكثر استخدام هي فحص البراز لامتصاص الدهون.

فمرض حساسية القمح يترافق مع سوء امتصاص للدهون، فيتم تجميع البراز لثلاثة أيام، ويتم قياس نسبة الدهون الموجودة فيه. في حال كانت النسبة مرتفعة، فإن ذلك مؤشر على وجود مشكلة في امتصاصها.

في الوضع الطبيعي تكون ١٠٪ أو أقل من الدهون التناولة يومياً، أما المصابين بحساسية القمح فتكون نسبة امتصاص الدهو ١٥٪ أو أكثر

  • فحص الأجسام المضادة:

وهو الفحص الأكثر أهمية مقارنة بباقي الفحوصات، ويتم الكشف عن الأجسام المضادة في الدم التي تكون مرتفعة لدى المصابين بحساسية القمح.

مرض حساسية القمح هو مرض مناعي ذاتي ناتج عن تحفيز جهاز المناعة، فإن تعرض الجسم للغلوتين يحفز الجسم على إنتاج أجسام مضادة من نوع محدد، وبالتالي الكشف عن هذه الأنواع يساعد في تشخيص المرض.

لا تكفي الفحوصات المخبرية للتشخيص إذ يجب عمل فحوصات أخرى وتحليل الأعراض للتأكد من التشخيص.

لمعرفة المزيد: فحص الأجسام المضادة لحساسية القمح وأنواعها

 

التنظير العلوي للأمعاء في تشخيص المرض:

بشكل عام، يستخدم التنظير العلوي للأمعاء من الإجراءات الطبية الشائعة لتشخيص العديد من الأمراض. وهو أيضاً يستخدم في تأكيد تشخيص مرض حساسية القمح.

يتم الفحص بإدخال منظار رفيع فيه كاميرا عبر فم المريض، ليدخل إلى معدة ويصل إلى الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر). ويرى الطبيب بطانة الأمعاء الدقيقة عبر صور الكاميرا، ويتم عادة أخذ الخزعة من الأمعاء وإرسالها إلى المختبر للشكف عنها تحت المجهر.

أخذ خزعة من الأمعاء، الفحص الأكثر دلالةً على المرض:

عند حدوث استجابة مناعية في الأمعاء ضد الجلوتين، يسبب الالتهاب الحاصل تغيراً بنسيج الخلايا المبطنة للأمعاء، ويمكن ملاحظة ذلك واكتشافه من خلال أخذ خزعة من خلايا بطانة الأمعاء.

حيث يتم البحث عن وجود تغير في تراكيب نسيجية تسمى خملات villi، وهي نتوءات تشبه الأصابع موجودة على أسطح الخلايا تزيد من مساحة سطح امتصاص الأغذية. وهذا التغير يؤكد تشخيص الحالة ويمكن أن يعكس شدة المرض فقد يبدو سطح الخلايا مستوياً تماماً في الحالات الشديدة جداً أو قد يلاحظ نقصان في عدد هذه الخملات في الحالات الأخف.

يتم أخذ الخزعة في المشفى خلال عملية التنظير، فيقوم الطبيب بإدخال أداة خاصة عبر المنظار لأخذ عينة من الخلايا المبطنة للأمعاء الدقيقة وقد يسحب من 4-6 عينات. ويتم فحص العينة بعد ذلك بواسطة الميكروسكوب لملاحظة التغيرات النسيجية ووجود أي دليل على التهاب مناعي.

تشخيص حساسية القمح celiac-disease-real-min-300x181
الدائرة اليسرى: تبين الشكل الطبيعي للخملات، وهي أطراف طويلة ظاهرة من السطح العلوي من خلايا الأمعاء، وتساعد على زيادة مساحة سطح الأمعاء وبالتالي دور مهم في عملية امتصاص الأغذية. الدائرة اليمنى: تبين تدمير للخملات في حالة المصابين بمرض حاسية القمح، مما يعيق من عملية امتصاص المواد الغذائية والفيتامينات.

 

هل هناك فحوصات أخرى تُجرى لمرضى حساسية القمح؟

يخضع المريض أيضاً لفحص سريري يقوم الطبيب فيه بفحص البطن والانتفاخ وقد يسمع أصوات البطن، إضافةً لأخذ الوزن والطول. يتم التقصي أيضاً عن وجود طفح جلدي والذي يعتبر من أعراض حساسية القمح العامة، وقد يطلب الطبيب عمل خزعة للجلد للتأكد من نوع الطفح. قد يتم أيضاً القيام بفحوصات لهشاشة العظام وغيرها من المضاعفات التي تترافق مع مرض السيلياك بسبب سوء الامتصاص.

ما هو علاج مرض حساسية القمح؟

على الرغم من عدم وجود علاج دوائي فعّال لمرض حساسية القمح، إلا أن اتباع حمية حالية من الغلوتين هو علاج فعال للتعامل مع المرض.

لضمان نجاح الحمية الغذائية في علاج المرض، يجب أن يكون هناك امتناع كلي عن تناول الجلوتين، ويتم اتباعها لمدى الحياة. وذلك لأن تناول الأطعمة المحتوية على الغلوتين، يؤدي إلى تفاقم الحالة المرضية وعودة الأعراض.

ترتكز هذه الحمية على حذف الحبوب المحتوية على الجلوتين ومنتجاتها من النظام الغذائي للمصاب. واستبدالها بحبوب أخرى كالأرز والكينوا والبقوليات ومنتجاتها.

لمعرفة المزيد: حمية حساسية القمح (خالية من الغلوتين)

يسبب مرض حساسية القمح أعراضاً كثيرة تتشابه مع غيره من الاعتلالات الهضمية وغير الهضمية، لذلك من المهم جداً استشارة المختص للكشف عن المرض باستعمال الفحوصات المخبرية، ويتم تأكيد التشخيص عن طريق التنظير وأخذ الخزعة. التشخيص الصحيح والدقيق يساعد في الوصول إلى العلاج المناسب، وهو باتباع الحمية الخالية من الغلوتين.

مقالات ذات صلة:

فحوصات حساسية القمح

مرض حساسية القمح

حمية مرضى حساسية القمح