الوظيفة الرئيسية للقلب هي ضخ الدم إلى خلايا الجسم وتزويده بالأكسجين والغذاء، ولكن عند إصابة القلب بالمرض، قد يحدث ضعف في أداء القلب، ويسبب المشاكل في الجسم، يتم عادة قياس فحص قوة القلب عن طريق إجراء فحص خاص، سنتطرق في هذا المقال إلى ما هو فحص قوة القلب، كيف يتم؟ وماذا تعني القراءات؟ وكيف يمكن تحسين قوة القلب؟
كيف يتم فحص قوة القلب؟
يتم فحص قوة القلب عن طريق إجراء فحص الصورة التلفزيونية للقلب، فهي صورة تتم باستخدام نوع خاص من السونار، الذي يعطي صورة تلفزيونية حية للقلب ويبين كيفية عمله.
يحتوي الجهاز على حاسوب يقوم بإجراء مجموعة من القياسات والحسابات التي تمثل أداء القلب. فتظهر النتيجة على شكر تقرير يحتوي على مجموعة من الأرقام، بالإضافة إلى خلاصة تحتوي على وصف هذه الأرقام وتفسيرها كلامياً.
ماذا تعني نسبة عمل القلب؟
يقوم الجهاز بقياس حجم البطين الأيسر خلال النبضة الواحدة (البطين الأيسر هي الحجرة الرئيسية في القلب التي تضخ الدم إلى سائر أنحاء الجسم)، فإن حجم هذه الحجرة يمثل كمية الدم الموجودة فيه.
لإجراء فحص فوة القلب، يتم قياس كمية الدم داخل البطين الأيسر على مرحلتين، المرة الأولى عندما يكون البطين ممتلأ والمرة الثانية بعد الانقباض وانتهاء عملية التفريغ.
بالاعتماد على هذين الرقمين، يقوم الجهاز بحساب كمية الدم التي يتم إفراغها في كل انقباضه للقلب. ويتم إعطاء النتيجة النهائية على شكل نسبة مئوية، تعكس فاعلية انقباض القلب.
ما هي النسبة الطبيعية؟
النسبة الطبيعية يتم حسابها بناءاً على قدرة البطين الأيسر على إفراغ كمية الدم الداخلة إليه. بما معناه، عندما يكون يضخ القلب بـ ٥٠٪، ذلك يعني بأنه خلال النبضة الواحدة، يقوم القلب بإفراغ ٥٠٪ من الدم الداخل إليه.
ليس من الطبيعي أن تكون نسبة القلب ١٠٠٪، ومن الطبيعي بأن القلب لا يضخ جميع الدم الداخل إليه. إنما يقوم بضخ تقريباً ٦٠٪ من الدم في كل نبضة. وذلك فاعلية ممتازة وكافية لعمل صحي للقلب ومنع تراكم السوائل في الدورة الدموية.
ماذا تعني أن النسبة تكون منخفضة؟
النسبة المنخفضة تعني بأن لديك ضعف في عمل عضلة القلب، وذلك يعني بأن هناك مشكلة ما تضعف عمل القلب، يجب أن يتم تقييمك من قبل طبيب القلب لمعرفة المسبب. أحد أكثر الأسباب شيوعاً هي أمراض شرايين القلب ونقص التروية.
ضعف عضلة القلب يسبب العديد من المشاكل في الجسم، أهمها تراكم الدم والسوائل في الجسم، فيصبح المريض عرضة لاحتباس السوائل وتراكمها على الرئتين وفي أنحاء الجسم.
بالإضافة إلى عدم مقدرة المصاب على بذل مجهود والتعب بسرعة بعد المجهود البدني، وذلك بسبب عدم مقدرة القلب على التماشي مع ازدياد حاجة الجسم إلى الدم.
هل النسب الطبيعية تستثني وجود ضعف في أداء القلب؟
لا بالتأكيد، النسبة الطبيعية لضخ القلب لا تستثني وجود مشاكل بالقلب، على الرغم من أنه هو رقم مفيد لتقييم قوة القلب وهو يعكس جانب مهم من جوانب عمل القلب. ولكن هذا الرقم لا يستثني وجود ضعف في أداء القلب، لأنه قد تكون عملية الضخ طبيعية ولكن يكون أداء القلب منخفضاً، بل يكون السبب مشكلة في عملية تعبئة القلب.
لذلك ينصح للمرضى الذين يعانون من مشاكل احتباس السوائل بشكل متكرر، مراجعة طبيب القلب حتى لو كانت قوة الضخ طبيعية، وذلك ليتم تقييم القلب من جوانبه أخرى (مثل تعبئة القلب أو ما يعرف بالإنجليزية Diastolic dysfunction).
هل ممكن أن تتحسن قوة القلب؟
بالتأكيد يمكن أن يتحسن أداء القلب، فهي مشكلة مزمنة ولكنها ليست دائمة. أي أنها ممكن أن تتحسن في حال علاج المسبب وإعطاء العلاجات المناسبة للقلب.
كيف يمكن أن تحسن قوة القلب؟
يمكن أن يستحسن أداء بإعطاء العلاجات التي تحسن من عمل القلب، وهي على النحو التالي:
علاج المسبب
علاج مسبب مرض القلب أمر مهم لتحسين أدائه، وخاصة في حال علاجه بالمراحل المبكرة، التي ممكن أن تمنع من تدهور الوضع وإبطاء تأثيرها على القلب.
مثلاً، قد يقرر الطبيب إجراء عملية قسطرة لشرايين القلب، وذلك لتقييم وجود تضيق في الشرايين ومشاكل بتروية القلب. ويمكن أن يتم وضع شبكة (أو دعامة شرايين) لفتح الشريان والمحافظة على تدفق الدم أو قد يحتاج لإجراء عملية جراحية لشرايين القلب.
أدوية القلب
هناك مجموعة من الأدوية التي تساعد في تخفيف العبء عن القلب وتحسين أداء تضلة القلب ومنها:
- مضادات بيتا (Beta-blockers) مثل ميتوبرولول وكارفيدولول.
- مثبطات إنزيم المصنع للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) مثل ليسينوبريل أو إيناليربرل.
- مثبطات مستقبلات الأنيجوتنسين (ARB blockers) مثل فالسارتان أو كانديسارتان.
علاجات أخرى: هناك مجموع من الأدوية التي أوجدت الدراسات بأن ممكن أن تعمل على تقوية عضلة القلب وتعطى كعلاج إضافي في حالات يقررها الطبيب وتتضمن الآتي:
- مثبطات مستقبلات الألدسترون (Aldosterone inhibitors)
- مثبطات إنزيم بيبريلايسين (Neprilysin inhibitors)
- مثباطات إنزيم إس جي إل-٢ (SGLT2 inhibitors)
هناك أدوية أخرى مهمة لمرضى القلب. قد لا تغيير من أداء القلب، بل دورها مهم في المحافظة على توازن الجسم ومنع المضاعفات (مثل مدرات البول التي تمنع من تراكم السوائل).
أجهزة القلب
بعد البدء بإعطاء الأدوية، يتم عادة إجراء إعادة تقييم بعد بضع شهور، ليتم تقييم قوة القلب ومدى استجابته للأدوية.
الحالات التي لا تستجيب للأدوية، قد تستدعي وضع جهاز يساعد في نبض القلب ويساعد في التحسين من أدائه. اسأل طبيبك إذا كانت حالتك تستدعي وضع جهاز لتقوية أداء القلب.
نهاية، فحص قوة القلب هو فحص مفيد في تقييم أداء القلب وتشخيص أمراض القلب، ليتم إجراء الفحوصات التكميلية لمعرفة المسبب وإعطاء العلاجات اللازمة من تحسين أداءه.
مقالات ذات صلة:
ضعف عضلة القلب، كل ما يجب أن يعرفه مريض القلب