يُعد جفاف الفم اضطراباً مزعجاً يؤثر على جودة حياة الفرد المصاب، ومع ذلك فإنه يعتبر عرضاً لمرض ما وليس مرضاً في حد ذاته، سنتحدث في هذا المقال عن أعراض هذه المشكلة ومسبباتها وبعض طرق العلاج.
تعريف جفاف الفم
هي حالة يشكو فيها المريض من شعور جاف في فمه وعدم وجود كمية كافية من اللعاب بسبب نقصان إفراز اللعاب أو انعدامه كلياً.
من الجدير بالذكر أن بعض حالات جفاف الفم لا يتواجد فيها أي نقصان فعلي في اللعاب عند الفحص السريري. على الرغم من إحساس المريض بالجفاف وهذا ما يسمى بـ”جفاف الفم المزيف” والذي سنتحدث عنه لاحقاً.
أهمية اللعاب
للعاب عدة وظائف منها:
١.يحتوي على إنزيمات وبروتينات مضادة للميكروبات.
٢.تنظيف الفم.
إن التدفق المنتظم للعاب يعمل على تنظيف الفم ميكانيكياً من بقايا الطعام ومن تراكم طبقات البكتيريا مما يشكل عامل وقاية إضافي من التسوسات.
٣. ترطيب التجويف الفموي.
مما يعمل على تسهيل حركة اللسان والشفاه أثناء التحدث والمضع والبلع وتليين الطعام لمساعدة الأسنان في طحنه.
أسباب جفاف الفم
ينشأ جفاف الفم من انخفاض نسبة اللعاب المفرز عن الحد الطبيعي، يوجد العديد من المسببات والحالات المرضية التي تؤدي إلى انخفاض في كمية اللعاب المفرز، مثل:
١. الأدوية
الأدوية هي سبب شائع لجفاف الفم. التالي يبين أهم الأدوية المسببة لجفاف الفم – العديد منها تعتبر أدوية كثيرة الاستخدام- ومنها: مضادات الاكتئاب أو الذهان، أو مرخيات العضلات، مضادات الهستامين، بعض أنواع أدوية الضغط.
٢. بعض الأمراض.
هناك أمراض معينة تسبب جفاف عام بالجسم، فيشعر المريض بأنه عطشان أو شعور بجفاف الفم، ومنها:
– أمراض الغدد، خاصة السكري أو الغدة الدرقية.
– أمراض الكلى كالفشل الكلوي المزمن.
– عدوى فيروسية، مثل الإيدز والتهاب الكبد الوبائي سي.
– الإصابة بالحمى، وخاصة المصحوب بالتقيؤ أو الإسهال.
– السرطان، وما يرافقه من علاج (سواء العلاج الكيمياوي أو العلاج الإشعاعي لمنطقة الرأس والرقبة).
– متلازمة شوغرن، وهو مرض مناعي يصيب الغدد اللعابية.
٣. التقدم في العمر.
قد يعاني كبار السن من جفاف داخل الفم أكثر من غيرهم يعود ذلك لعدة عوامل منها الإصابة بالأمراض وتناول العديد من الأدوية. إضافة إلى أن التقدم في العمر يكون مصاحب بتغيُّرات في أنسجة الغدد اللعابية وتقلص قدرتها على الإفراز.
أعراض جفاف الفم
تتمثل أعراضها كما يلي:
- قلة كمية اللعاب المحسوس بها داخل الفم وربما الشعور بالعطش.
- تغير في مظهر اللسان أو الشفاف كالتشققات.
- شعور حارق باللسان أو خلل في حاسة التذوق.
- رائحة فم سيئة.
- التصاق جوانب الفم عند محاولة فتحه، فإن عدم وجود اللزوجة يسبب صعوبة في التحدث، أو ممكن أن يسبب صعوبة في البلع والمضغ.
مضاعفات جفاف الفم
مضاعفات الجفاف على صحة الجسم
عندما يكون جفاف الفم هو عرض لوجود جفاف عام بالجسم، فهي تعتبر مشكلة لها تأثيرات هامة على صحة الجسم، وقلة الماء تعيق من عمل الجسم وتسبب مشاكل في أعضاء الجسم المختلفة (ضعف تروية الكلى أو الدماغ). وهي يمكن بسهولة الوقاية منها ومنع حدوثها في حال تم علاجها وتعويض المفقود من السوائل.
مضاعفات الجفاف على صحة الفم
إن عدم الحصول على العلاج واستمرار جفاف الفم لفترة طويلة يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الأسنان وصحة الفم بشكل عام، فإنه قد يؤدي إلى ازدياد احتمالية الإصابة بتسوسات الأسنان والتهابات اللثة. بالإضافة إلى أنه ممكن يسبب مشاكل أخرى (مثل فطريات فموية “القلاع” أو تقرّحات في الفم).
تشخيص جفاف الفم
يتم التشخيص عادة عن طريق الطبيب وذلك عن طريق إجراء الفحص السريري. ويتم عادة التعامل معها بزيادة السوائل وتنتهي باختفاء الأعراض.
أما بالنسبة للحالات التي لا تتحسن مع شرب السوائل، فيمكن أن تتم استشارة طبيب الأسنان، وذلك لأنه يقوم بقياس اللعاب وحاسب مقدار التدفق اللعابي في فترة زمنية معينة. يتم فيه تأكيد التشخيص وتقييم ما مسبب المشكلة.
ما هو جفاف الفم المزيف “الكاذب”؟
يطلق هذا المصطلح على جفاف الفم الذي يشكو منه المريض على الرغم من إنتاج اللعاب بشكل طبيعي وتكون كميته كافية من اللعاب بعد قياسه. إلا أنه شعور مزيف بالجفاف.
يُعزى ظهور هذا النوع إلى بعض الأسباب مثل:
١. اعتلال في الغشاء المخاطي المُبطِّن للفم بسبب مرض ما مثل الحزاز المسطح-وهو مرض التهابي مزمن من أمراض المناعة الذاتية يصيب الجلد والأغشية المخاطية للفم يؤدي إلى ظهور بقع أو بثور عليها مسبباً خشونة وانزعاج وشعوراً بالجفاف-.
٢. التنفس من الفم خاصة أثناء النوم.
٣. عوامل نفسية، كالقلق والتوتر.
طرق علاج جفاف الفم
نصائح علاجية
يمكن للمريض التخفيف من حدة الأعراض عن طريق الآتي:
– زيادة شرب الماء وذلك لتعويض المفقود من السوائل.
– تجنب الأطعمة الجافة أو القاسية والتي تزيد من جفاف الفم مثل البسكويت.
– التوقف عن شرب الكحول والتدخين.
– التقليل من المشروبات المُدرة للبول كالقهوة والشاي. وينصح بتناول الألبان التي ستساعد في ترطيب الفم.
– مص مكعبات صغيرة من الثلج وارتشاف جرعات من الماء بشكل متكرر خلال اليوم وخاصة عند تناول الطعام.
طرق أخرى للعلاج
وخاصة عند استمرار مشكلة الجفاف لفترة طويلة وأصبح عرض مزمن، فحينها بنصح بمراجعة الطبيب المختص:
–لأخذ سيرة مرضية مُفصّلة وطلب التحاليل اللازمة للكشف عن المرض الكامن من ورائها ومن ثم معالجته.
– حال كان المسبب هو دواء، يمكن أن يتم وصف دواء بديل إذا كان المريض يتناول دواء يسبب جفاف الفم كأثر جانبي.
– وصف بدائل اللعاب الاصطناعية التي تتوفر على هيئة هلامية -جل- أو بخاخ.
نهاية، إن جفاف الفم في معظم الأحيان حالة عرضية مؤقتة لا تستدعي القلق، وعادة يزول بزوال المسبب وزيادة شرب الماء. في حال استمرار وجود الجفاف الفم، ينصح بمراجعة طبيب الأسنان ليتم تقييم المسبب وإعطاء الخطة العلاجية المناسبة.
مقالات ذات صلة: