السمنة من الأمراض المزمنة الشائعة والخطيرة في العصر الحالي، وهي سبب في الإصابة بالعديد من الأمراض كأمراض القلب والسكري. تختلف طبيعة السمنة لدى السيدات عن السمنة لدى الرجال لعدة أسباب سنتطرق لها في هذا المقال، وسنشرح لكطرق الوقاية من السمنة وكيفية معالجتها.
ما هي السمنة وهل لها أنواع؟
نعني بالسمنة زيادة الوزن الناجم عن تراكم الدهون في الجسم، وقد يحصل هذا التراكم في منطقة معينة كالبطن والأرداف، كما هو شائع، أو يشمل كامل الجسم. يعد مؤشر كتلة الجسم المقياس الرئيسي الذي يستعمل لتشخيص السمنة.
لقياس مؤشر كتلة الجسم يتم تحديد الطول (بالمتر) والوزن (بالكيلو غرام)، ويقسم الوزن على مربع الطول وفيما يلي توضيح لنتيجة مؤشر كتلة الجسم:
- الوزن الطبيعي: 18.5-24.9 كغ/م2
- الوزن الزائد: 25.0-29.9 كغ/م2
- السمنة: 30-44.9 كغ/م2
- السمنة المفرطة: > 45كغ/م2
يمكن تقسيم أنواع السمنة أيضاً حسب موقع تركز الدهون المتراكمة إلى نوعين هما: السمنة الحشوية visceral fat type obesityحيث تتوزع الدهون في النصف العلوي للجسد وهذا النوع مرتبط مع اضطرابات الطمث والدورة الشهرية في السيدات. والنوع الأخر يعرف باسم السمنة تحت الجلد subcutaneous type obesity وتتراكم الدهون فيه في النصف السفلي للجسم.
دهون الجسم وكيفية توزعها:
تختلف كمية الدهون المتواجدة في الجسم بين النساء والرجال، إذ تمتلك الأنثى كتلة دهنية أعلى تتراوح بين 20-27% مقارنةً بـ 15-22% للذكر الذي يمتلك كتلة عضلية أكبر.
يختلف أيضاً توزيع النسيج الدهني في الجسم بين الرجال والسيدات، بحيث تتركز الدهون لدى السيدات في الجزء السفلي من الجسم (في الأرداف والفخذ)، مقارنة بالرجال حيث تتركز الدهون في النصف العلوي من الجسم (الصدر والبطن). ويشار لهذا التوزيع بشكل الإجاصة للسيدات والتفاحة للرجال للتشابه بين شكل الجسم وشكل هذه الفاكهة.
يعتبر توزع الدهون في النصف السفلي لجسم الأنثى من العوامل الواقية ضد بعض الأمراض كأمراض القلب والسكري قبل سن اليأس، وهذا قد يفسر كون هذه الأمراض أكثر انتشاراً في الذكور.
أسباب السمنة لدى السيدات؟
السمنة هي مشكلة صحية معقدة وتتدخل العديد من العوامل بالتسبب فيه، ولكن بشكل عام تحدث السمنة عندما تكون السعرات الحرارية المتناولة في الغذاء هي أعلى مما يستهلكه الجسم من طاقة، وحدوث ذلك بشكل متكرر يؤدي لتراكمها على شكل دهون في الجسم.
ومن العوامل التي تتسبب بالسمنة لدى السيدات:
- الاستعداد الوراثي أو وجود خلل جيني، وهي تنطبق على كلا الجنسين.
- الحمل: وذلك بسبب عوامل هرمونية إذ تسبب زيادة في تغذية الأم خلال الحمل، فيساعد ذلك الأم على تزويد الجنين بالمواد الغذائية، ولكن ذلك قد ينعكس على الأم بزيادة الوزن وتراكم الدهون.
- قلة النشاط الحركي: طبيعة نشاط السيدات حيث أنه يختلف عن الرجال فالرجال يتحركون أكثر من السيدات بحكم طبيعة أعمالهم وحركتهم خارج المنزل وبينما هناك العديد من السيدات لا تعملن.
- الضغط الاجتماعي: وهو عامل يتعلق بالسيدات التي ترتدي ملابس فضفاضة، فهم أقل عرضة للنقد الاجتماعي، ولكن ذلك يجعلهم أكثر عرضة لحدوث السمنة أو زيادة الوزن.
- العامل النفسي: الضغوطات النفسية والأرق قد تسهم في حدوث السمنة والسبب في ذلك يعود لكون الهرمونات المسؤولة عن عملية الشبع تتأثر بالنوم وإيقاع الساعة البيولوجية وتتأثر أيضاً بحالات التوتر النفسي فضلاً عن تسبب الضغط النفسي بزيادة في استهلاك الطعام خصوصاً لدى السيدات.
- بعض الأمراض الشائعة لدى السيدات مثل كسل الغدة الدرقية.
- بعض أنواع الأدوية التي قد تتناولها السيدات كالهرمونات أو كمضادات الاكتئاب.
اقرأ المزيد: أسباب السمنة ومخاطرها
عوامل الخطورة لإصابة السيدات بالسمنة؟
يمكن للعديد من العوامل جعل السيدة أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بحيث تعتمد الإصابة بالسمنة على العمر وقد لوحظ أن السيدات الكبيرات في السن معرضات أكثر للسمنة وذلك لإن عمليات التمثيل الغذائي لديهن تقل كفاءتها مع التقدم في العمر.
العرق والوضع الاجتماعي أيضاً من العوامل الأخرى التي قد تزيد من فرصة الإصابة بالسمنة، حيث لوحظ أن السيدات من الطبقات الفقيرة أكثر عرضة للسمنة. الصدمات النفسية خلال مرحلة الطفولة كسوء التعامل قد تزيد من فرصة الإصابة بالسمنة أيضاً. وتشير دراسة أردنية (2013) لوجود علاقة بين الزواج المبكر وزيادة عدد الأطفال مع حدوث السمنة.
مضاعفات السمنة لدى النساء
السمنة مرض بحد ذاته ويؤثر على العديد من وظائف الجسم إضافةً لتسبب الوزن الزائد بضغط على العضلات. تزيد السمنة من فرصة الإصابة بأمراض القلب والشرايين خصوصاً بعد انقطاع الدورة لدى السيدات وانخفاض مستوى هرمون الأستروجين الذي يعتبر هرمون وقاية ضد أمراض القلب.
تتسبب السمنة أيضاً بارتفاع احتمالية الإصابة بأمراض مهمة كالسكري وارتفاع ضغط الدم. السمنة أيضاً مرتبطة بمشاكل تؤثر على التنفسي، فتؤدي إلى مشاكل انقطاع النفس النومي و مشاكل تضيق الرئتين وتزيد من فرض الإصابة بالربو. وتشير بعض الدراسات لحقيقة كون السمنة مرتبطة بحدوث الوفاة المبكرة خصوصاً السمنة المفرطة.
تؤثر السمنة أيضاً على أعضاء المختلفة، فيمكن أن يتسبب تراكم الدهون تحت الجلد بتغيرات في شكل الجلد ومرونته، ويمكن أن تعاني السيدات البدينات من سلس البول بسبب ضغط الوزن على المثانة.
هل هناك مشكلات خاصة بالنساء قد تسببها السمنة؟
هناك ارتباط وثيق بين مرض السمنة وبعض الأمراض النسائية التي تكون السيدات البدنيات أكثر عرضة لها. تتسبب السمنة بحدوث اختلالات هرمونية ومشاكل مرتبطة بالدورة الشهرية. وتزيد السمنة من احتمالية إصابة السيدة بالأمراض التالية:
- تكيس المبايض: تتسبب السمنة اضطرابات هرمونية تؤثر على المبايض.
- عدم انتظام الدورة الشهرية: لأن تأثر المبايض ينعكس على الرحم ويسبب اضطراب بالدورة الشهرية.
- صعوبة الحمل: وذلك لما لها من تأثير على عملية الإباضة وعدم انتظامها.
- سرطانات النسائية: وذلك زيادة فرصة الإصابة بالسرطانات المختلفة لدى السيدات كسرطان الرحم والثدي والمبيض خصوصاً بعد انقطاع الطمث.
هل تسبب السمنة العقم؟
في الواقع لا تسبب السمنة عقم ولكنها تؤثر على عملية الإباضة كما ذكرنا سابقاً، مما يؤدي لانخفاض في الخصوبة. فقد يسبب الوزن الزائد تأخراً أو عدم انتظام في عملية الإباضة، يسبب ذلك صعوبات وتأخير في الحمل ولكن لا يكون عادة سبب في حدوث عقم دائم.
تأثير السمنة لدى الأم على الحمل والجنين؟
تتعرض السيدات الحوامل ممن لديهن وزن زائد للعديد من المشكلات خلال الحمل وهذه المشكلات تؤثر على صحة الأم والطفل. وأهم هذه التأثيرات هي:
- تشوهات جنينة أو فقدان الجنين.
- مشاكل الأم خلال الحمل مثل الإصابة بسكري الحمل أو تسمم الحمل.
- الولادة المبكرة وما قد يصاحبه من مضاعفات على الطفل المولود مبكراً.
- مشاكل خلال الولادة (بسبب كبر حجم الطفل، فإنه يزيد من صعوبة مروره عن طريق الولادة الطبيعية)، فتزيد من احتمال حدوث مضاعفات الولادة كالنزيف أو خلع الولادة، ويتم اللجوء إلى الولادة القيصرية.
- السمنة تصيب الطفل: فالطفل المولود من أم مصابة بالسمنة، يصبح عرضة لأن يصيبه سمنة عند الكبر.
ما هي تأثيرات السمنة على الجانب النفسي والاجتماعي؟
تُغير السمنة من شكل الجسم وهذا قد يسبب مشكلات نفسية عديدة للسيدة، فقد تعاني من الخجل وتقلل من ثقة النفس. وقد يؤثر ذلك عليها يشكل أكبر إذا ماى عالجة السمنة؟
علاج السمنة يتضمن العديد من الجوانب وتطلب نجاح العلاج التصميم والمثابرة. وفيما يلي تفسير لأهم النقاط العلاجية المتبعة للتخلص من السمنة:
- العلاج السلوكي: من المهم جداً تغيير العادات الصحية وتقليل كمية السعرات الحرارية المتناولة. تتوافر العديد من الحميات التي تساعد في تخفيف الوزن، ومنها حمية الصيام المتقطع، ويمكن استشارة مختص للمساعدة في اختيار الحمية المناسبة. ولكن بشكل عام جميعها تهدف لتجنب الأطعمة عالية السعرات الحرارية كالدهون أو السكريات، والتركيز على أطعمة بدلية مفيدة ولا تحتوي على سعرات حرارية عالية.
- الرياضة: زيادة النشاط البدني وممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة 3 مرات أسبوعياً على الأقل تسهم بشكل كبير في حرق الدهون وزيادة قوة العضلات والقلب.
- العلاج الدوائي: تتوافر بعض الأدوية المثبطة للشهية أو الأدوية التي تعمل على تقليل امتصاص الدهون المتناولة، ولكن يجب استشارة الطبيب عند الرغبة باستعمالها. وهذه الأدوية لا تكون كافية لوحدها إذ يجب أيضاً اتباع حمية وممارسة الرياضة لضمان حدوث نقصان في الوزن.
- العلاج الجراحي: يمكن القيام بالعمليات الجراحية كعلاج للسمنة كجراحة تقليل حجم المعدة ولكن هذه العمليات تتم حسب في حالات خاصة يقررها الطبيب.
- العلاجات العشبية: للطب البديل دور في المساهمة بعلاج السمنة لتساعد في تخفيف الوزن ومن الأمثلة على هذه الأدوية حبوب خل التفاح المتوافرة في الصيدليات، ومستخلص البابونج وثلاثي الكروميوم. ولكن علاجات الطب البديل ما زالت بحاجة لبعض الدراسات للتأكد من فاعليتها، وهي ليست بدلية عن الحمية الغذائية.
اقرأ المزيد: حمية كيتو أو حمية الصيام المتقطع
النقاط المستفادة:
- السمنة مرض شائع لدى السيدات ويتسبب بالعديد من المشكلات النفسية والصحية.
- تتوزع الدهون لدى السيدات في النصف السفلي من الجسد ولكن في حالة الإصابة بالسمنة قد يتغير هذا التوزيع
- تؤدي السمنة لاضطرابات في الدورة الشهرية والإباضة مما يؤثر على الخصوبة والحمل ويزيد فرصة الإصابة بالسرطانات النسائية كسرطان الرحم وبمرض تكييس المبايض
- للسمنة تأثيرات سلبية على السيدة الحامل وجنينها وقد تؤثر على الجنين وبسبب مشكلات للأم خلال وبعد الحمل.
- يمكن معالجة السمنة بالحمية الغذائية والرياضة، وقد ويلجأ للجراحة أو الأدوية حسب تقدير الطبيب وحالة المريضة
مقالات ذات صلة:
المراجع العلمية: