ما هو احتشاء القلب؟
وتعرف مجموعة من الأمراض الحاصلة نتيجة مرض في شرايين القلب بـ أمراض نقص تروية القلب أو أمراض شرايين القلب. فجميعها تكون مصحوبة بمشاكل في الشرايين المغذية للقلب (شرايين القلب)، مما يؤدي إلى نقص في كمية الدم والأكسجين الواصلة إلى القلب.
تتشابه هذه المجموعة من الأمراض بأنها تؤثر على نفس الشرايين وتسبب نقص التروية ولكنها تختلف بمدى تأثيرها على المريض وشدتها، وهي تتلخص كما يلي:
- الذبحة الصدرية المستقرة
- الذبحة الصدرية غير المستقرة
- احتشاء عضلة القلب (الجلطة القلبية أو الأزمة القلبية)
ومرض احتشاء عضلة القلب هو أحد أنواعها ويعتبر النوع الأكثر شدة وهو مسبب مهم لحالات الوفيات المفاجئة.
ما الفرق بين الذبحة الصدرية والاحتشاء؟
الحالتين تتشابهان بأنهما ينتجان عن مرض في شرايين القلب بفعل تراكم الدهون في جدرانها.
الذبحة الصدرية مصطلح يطلق على الألم الحاصل في الصدر بفعل تضيق مزمن في شرايين القلب. تختلف الذبحة الصدرية عن الاحتشاء بعدم حدوث موت للخلايا فيها، إذ تكون الشرايين فيها متضيقة وولسيت مسدودة بالكامل. فتكون تروية القلب تكون قليلة ولكنها ليس معدومة تماماً.
أما احتشاء القلب، يكون هناك انسداد كلي لمجرى الدم وتوقف مفاجئ لتدفق الدم، مما يؤدي إلى موت خلايا القلب.
يختلف طبيعة ألم الصدر في كل من الحالتين، بحيث يكون الألم أقصر في الذبحة الصدرية ويتحسن بعد الراحة خلال ١٥ دقيقة. أما الذبحة الصدرية فيكون الألم أكثر شدة وويستمر لمدة أطول تزيد عن ٢٠-٣٠ دقيقة.
ألية حدوث احتشاء القلب
السبب الرئيسي لحدوث الجلطة القلبية هو تكون خثرةداخل أحد شرايين القلب، يؤدي ذلك إلى انقطاع كلي للدم في منطقة معينة من القلب، تحديداً في الجزء الذي تتم ترويته بهذا الشريان المصاب.
وفي حال استمرار انقطاع الدم وبعد مرور ٢٠-٣٠ دقيقة، يؤدي ذلك إلى موت خلايا القلبفي الجزء المصاب من القلب.
مسببات احتشاء القلب
أمراض وتصلب الشرايين التاجية تعتبر المسبب الأساسي في حالات الاحتشاء ويمكن لمجموعة من العوامل أن تزيد من فرص وقوعها ومنها:
- العمر، حيث تكون فرصة الإصابة بأمراض نقص التروية أعلى بين سن الـ ٤٠ – ٦٠.
- الجنس، ويكون حدوثها لدى الرجال أكثر من السيدات.
إلا أن قدوم سن اليأس يزيد من فرص إصابة النساء بالمرض، وذلك نتيجة نقص مستوى الأستروجين بعد توقف الدورة الشهرية. - الجينات، التاريخ العائلي والاستعداد الجيني لأمراض القلب.
- ارتفاع الدهنيات في الدم، والذي غالباً ما يسببه النظام الغذائي عالي بالدهون والكربوهيدرات.
- التدخين.
- السمنة وقلة الحركة.
- الضغط النفسي.
- الأمراض المزمنةغير المضبوطة كالسكري والضغط.
أعراض احتشاء عضلة القلب
يشتكي المريض عادة من ألم شديد جداً ضاغط في الصدر وقد يمتد الألم إلى الظهر والذراعين خاصة الذراع اليسرى والفك السفلي. قد يعاني المريض أيضاً من صعوبة التنفس والتعرق بكثرة أو الاستفراغ.
مضاعفات احتشاء عضلة القلب
يعتبر الاحتشاء من المسببات الرئيسية للوفاة في العالم، إذ ينجم عنه مضاعفات خطيرة تتلخص فيما يلي:
- ضعف القلب، فيؤدي ضعف فاعلية القلب إلى تراكم السوائل على الرئتين.
- صدمة قلبية، وهي حالة شديدة من ضعف أداء القلب الذي يؤدي إلى انخفاض حاد في ضغط الدم.
- قصور في عمل صمام القلب، وخاصة الصمام الميترالي.
- التهاب الجدار المغطي للقلب، وهو التهاب يحصل عادة خلال أيام من الجلطة القلبية.
- متلازمة ما بعد الاحتشاء، وهي التهاب مناعي في جدار القلب. تحدث عادة بعد مرور عدة أسابيع من الأزمة القلبية الحادة نتيجة استجابة الجسم المناعية.
- تباطؤ القلب أو إحصار في انتقال الشحنة الكهربائي عبر القلب.
- تسارع القلب وعدم انتظام النبضات، وخاصة التسارع بطيني الأصل وهي الأنواع الأكثر خطورة.
- توقف القلب والموت المفاجئ ويحدث غالباً في الساعات الأولى لحدوث الاحتشاء.
تشخيص من احتشاء القلب
يتم إجراء مجموعة من الفحوصات السريرية والمخبرية لتشخيص الاحتشاء وتتضمن:
- الفحوصات السريرية كقياس الضغط والنبض ودرجة الحرارة.
- فحوصات الم وخاصة فحوصات إنزيمات القلب(مثل إنزيم التروبونين وكينيز الكرياتين). إذ تقوم الخلايا الميتة بطرح الإنزيمات في الدم. لكن التوقيت لهذا الفحص مهم إذ من الممكن أن تتناقص مستوى الإنزيمات حسب نوعها في الدم إذا تم إجراء الفحص بعد أكثر من أسبوع من حدوث الاحتشاء
- تخطيط القلب، الذي يساعد في الكشف عن الحالة وتقييم مدى تأثر عضلة القلب.
- الصورة التلفزيونية للقلب ويمكن من خلالها تحديد مواقع حدوث الاحتشاء ومقدار الضرر الحاصل في عضلة القلب.
- القسطرة القلبية وتستعمل لتقيم حالة الشرايين القلبية، ويتم إجرائها عادة بشكل طارئ لإجراء تدخل طارئ لفتح الشرايين المصابة، ووضع الشبكة لفتح هذه الشرايين.
علاج احتشاء القلب
لأن معظم حالات الوفاة في الاحتشاء تحدث في ساعاته الأولى، يجب طلب الطوارئ، ليتم إسعاف المريض و نقله إلى المستشفى بأسرع وقت ممكن. يساعد العلاج المبكر استعادة التروية للقلب وبالتالي المحافظة على حياة خلايا القلب والتقليل من تأثيراته الآنية والمزمنة.
إضافة، يركز علاج احتشاء القلب أيضاً على التخفيف من ألم المريض ومعالجة المضاعفات.
يمكن تلخيص مراحل علاج حالة الأزمة القلبية في ثلاث مراحل هي كالتالي:
-
مرحلة ما قبل الوصول للمشفى:
قد يُعطي المسعفين المريض أدوية المميعات (مثل الأسبرين) التي تعمل على تحسين فرص النجاة لمرضى احتشاء القلب. وقد يتم أيضاً تزويد المريض بالأكسجين في حالة الحاجة أو إنعاش المريض في حال ضرورة ذلك.
-
مرحلة العلاج في المشفى:
عند وصول المستشفى، يضاف أدوية إضافية تساعد في تخفيف العبء عن القلب وتهدئته. وتتضمن أي من الأدوية التالية:
– صادات بيتا، لتهدئة القلب وتقليل استهلاكه للأكسجين.
– موسع الشرايين، لتحسين تروية القلب
– مميعات الدم، للسيطرة على تخثر الدم.
– أدوية القلب، التي تساعد في المحافظة على عضلة القلب من التغييرات المزمنة.
قد يقوم الطبيب بتقيم حاجة المريض لإجراء كتركيب الشبكات بالقسطرة أو إجراء عملية جراحي لفتح مجرى للشريان القلبي.
-
مرحلة ما بعد المشفى (على المدى البعيد):
يحتاج المريض بعد استقرار حالته وخروجه من المشفى إلى إجراء تمارين إعادة تأهيل للقلب وتحسين العادات اليومية الصحية. ويتم إعطاء الأدوية التي تساعد على التقليل من احتمال تكرار حدوث الأزمة القلبية مرة أخرى.
-
معالجة المضاعفات:
إضافة إلى المراحل السابقة يقوم الأطباء بمعالجة أي مضاعفات حاصلة بفعل الاحتشاء كمعالجة فشل القلب أو عدم انتظام النبض حسب الإجراءات اللازمة
الوقاية من احتشاء القلب
مثل أي مرض أخر يمكن التقليل من فرصة حدوث الاحتشاء باتباع عادات صحية سليمة كترك التدخين والتقليل من تناول الدهون وممارسة الرياضة. يجب على الأشخاص المعرضين للاحتشاء كمرضى القلب أو من لديهم تاريخ عائلي أن يستمروا بمراجعة الطبيب بين الحين والأخر للتأكد من سلامة القلب لديهم واستشارته في ضرورة تناول أدوية لحماية القلب.
احتشاء عضلة القلب من المسببات الرئيسية للوفاة حول العالم ويحدث نتيجة انسداد كلي في أحد شرايين القلبي وانقطاع التروية في الجزء المصاب. في حال حدوثها لدى المريض، يجب طلب الطوارئ فوراً. ليتم تلقي العلاج مبكراً قبل موت عضلة القلب وتجنب حدوث المضاعفات.